الختيار في قبضة الشعبة الثانية اللبنانية
في 20 تموز 1966
أوقف آمر سرّية مشاة عند الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، في بلدة عيتا الشعب في
قضاء بنت جبيل، الملازم أول سعد حداد في أثناء قيامه بدورية استطلاعية ومراقبة
حظيرة مسلحين فلسطينيين بلغ عددهم 13، مزوّدين بنادق وقنابل ورشاشات كانوا يعبرون
من الأراضي المحتلة إلى داخل الأراضي اللبنانية. لتوه اتصل بالشعبة الثانية
(المخابرات) فأفيد بوجوب مراجعة رئيس الفرع الخارجي عبّاس حمدان. وسرعان ما سلم
إليه الموقوفين الفلسطينيين، فأمر الأخير بتوقيفهم في سجن ثكنة طانيوس الحلو في
المصيطبة (ثكنة الحلو)، ثم أجرى معهم تحقيقاً لم يسفر عن أيّ شأن خطير.
بعد أيام بلغ إلى رئيس
فرع اللاجئين الفلسطينيين في الشعبة الثانية الملازم أول فريد بومرعي من أحد
مخبريه الفلسطينيين أم مسؤولاً فلسطينياً مهمًّا لا يعرف اسمه موقوف لدى السلطات
اللبنانية.
ذهب الملازم بو
مرعي الى رئيس الشعبة اللبنانية غابي لحود طالباً الاذن بالتحقيق مع الموقوفين كون
لا صلاحية له في مراجعة أمر هو من اختصاص فرع آخر في الشعبة الثانية، الفرع
الخارجي. أعطاه لحود الإذن.
وبعد تحقيق طويل
إعترف "محمد القدوة" الرقيب أول في الجيش السوري.
بعد صفعة من
الملازم أول فريد بو مرعي بأنه ياسر عرفات. أقر الموقوف بأنه ياسر عرفات.
فطلب إيه الملازم
بومرعي أن يكتب على أربع أوراق من الحجم الكبير بمربعات بيضاء، وبقلم حبره أزرق،
سيرته بتفاصيلها منذ ولادته.
تمدّد ياسر عرفات
على الأرض وملأ لنحو ساعة الأوراق الأربع. وعندما رجع فريد بو مرعي ما كتب تأكد
أنّه ياسر عرفات طبقاً للمعلومات المتداولة عنهـ إتصل بغابي لحود وأخبره بهوية
الشخصية الفلسطينية المهمّة.
فوجئ رئيس الشعبة
الثانية غابي لحود، فقام بالاتصال بقائد الجيش إميل بستاني ورئيس الأركان الزعيم
يوسف شميّط وأخبرهما بما حدث.
ومن ثم اصطحب
الملازم بو مرعي القائد الفلسطيني ورفاقه إلى وزارة الدفاع.
كانت المعلومات
المستقاة من مصادر مخبرين فلسطينيين داخل المخيمات أو متنقلين بين لبنان وسوريا،
تشير إلى ياسر عرفات على أنه شخصية سرّية مجهولة وغامضة يقود زمرًا صغيرة من
الفدائيين الفلسطينيين، كل منها يترأسها أحدهم ولا تعرف الزمر الأخرى، وتأتمر كلها
بياسر عرفات.
وفي العام 1977 وبعد
تولي سامي الخطيب قوة الردع العربية، سأله فريد بو مرعي على أثر أحد لقاءاته
بالزعيم الفلسطيني هلة تذكّر معه حادثة توقيفه والتحقيق معه، فأجابه أنّ ياسر
عرفات قال له: "لن أغفر أبدًا لفريد أبو مرعي".
(منقول بتصرف)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق