العقيد محمود الناطور يروي أسرار معركة "خلده" في 9 حزيران/ يونيو 1982
دبابة اسرائيلية من غنائم معركة خلدة
يروي العقيد محمود الناطور - أبو الطيب - قائد قوات الـ 17 قصة معركة "خلده" من بدايتها حتى نهايتها بالتفاصيل:
وتبدأ الحكاية عن خلده:
منطقة خلدة هي منطقة سياحية، تكثر فيها
الفنادق السياحية والشاليهات، وتعتبر مفتاح بيروت من الجهة الجنوبية. أما تضاريسها
– فهي شريط ساحلي ضيق بحيث يحدها من الشرق سلسلة جبلية منبسطة وهي منطقة حرجية
ويطلق عليها جبال عرمون ومن الغرب يحيط بها البحر الابيض، ومن الجنوب يحدها منطقة
يقطنها أثرياء السنة اللبنانية اسمها الدوحة حيث تكثر فيها القصور الفخمة، وبلدة
الناعمة ومن الشمال مطار بيروت الدولي والأوزاعي.
وهي لا تملك مواصفات عسكرية تؤهلها لأن تكون
ميدانا لمعركة ومع ذلك تحولت إلى ملحمة صنعها المقاتلون الفلسطينيون واللبنانيون.
ونذكر هنا أنه بعد المعارك التي ما زالت تدور في الدامور كان تحضيرنا في مثلث خلدة
فقد أصبحت نوايا العدو واضحة وهي حصار واقتحام بيروت، فمن المعروف عن إسرائيل أنها
تشكل عادة تفوقاً كبيراً من القوى والوسائط في قطاع الهجوم وتمهد له بقصف ناري
شديد ومركز أو احيانا بدون اي جهد لتأمين المفاجأة، وتعتمد على إيصال رجالها إلى
أقرب مسافة من الهدف. وهم في ناقلاتهم المدرعة أو الدبابات أي أن القصف المدرع في
قوات الهجوم كثيف لذلك كان لا بد لنا من وضع دفاع يكون مضاداً للدروع وبكفاءة
عالية ليتمكن من إيقاع أكبر الخسائر في قوات العدو وقد قمت بوضع الدفاع التالي:
دفعت سرية مشاة كانت مجهزة بـ 20 قاذف
أر.بي.جي/ 20 رشاش دكتريوف 40 كلاشن مقنبل و5 غرينوف معدل و10 كلاشن عادي وضعت هذه
السرية تحت إمرة قائد محور خلدة الملازم أول محمد الغزاوي.
وقد تم توزيعها على شكل كمائن على امتداد طريق
الشاطئ ابتداء من محطة راديو اورينت – مثلث خلدة مصنع شمعون – بنايات المهجرين
مسبح الفاملي بيتش ولغاية منزل النائب مجيد ارسلان. ,كانت مهمة هذه السرية حماية
الشاطئ من الإنزالات البحرية وكانت تأخذ لها مواقع محصنة لها. ووضع مدفع ب 10 في
أخر مكمن على بناء مسبح الفاملي بيتش وكانتت تعليماتنا لهذه السرية أن لا تتدخل
بأي هجوم سوى الانزالات البحرية وتكون بمثابة كمائن مختفية فعلاً.
وسرية ثانية بقيادة الملازم ابو علي الشورت
والملازم أول أبو زياد وكان تسليحها سيارتين B.T.R محمولة،
رشاش 14.5 رباعي لكل سيارة ومدفع 75 ملم وكان باقي تسليح السرية رشاشات خفيفة
فردية ومتوسطة مع قواذف أر.بي.جي.
واخذت هذه السرية واجبها مدينة الزهراء على
شكل كمائن على الشارع العام بين البنايات والاشجار، وفصيل ثاني من قصر النائب مجيد
ارسلان ولغاية فندق ليبانون بيتش وكانت هي الأخرى موزعة بنفس التوزيع الأول أي
كمائن، أما الفصيل الثالث فقد كان محمولا على سيارة B.T.R ، وتم توضيع
مدفع بالقرب من الرادر السوري فوق تلال أول منطقة الدوحة والكسارات وكانت مهمة هذا
الفصيل السيطرة على الشاطئ والشارع العام حيت يكون مسيطراً على الشارع والبحر وكان
رشاش الـ 14.5 الرباعي يتعامل مع طيران العدو لاشغاله.
أما سرية الميليشيا المسلحة التي شكلت في
بنايات المهجرين وهؤلاء كان أكثرهم من عرب الهيبي فقد أوكلت لها مهمة حماية
البنايات وزودت بالقنابل اليدوية وقواذف أر.بي.جي ووضعت هي الأخرى تحت إمرة
الملازم أول محمد الغزاوي.
هذه المجموعات من قواتنا هي القوات المشتركة
التي بقيت موجودة في هذه المنطقة فمثلا كانت موجودة قوات جيش لبنان العربي ويمتد
وجودها من فندق الكورال بيتش وحتى محطة الارسال اورينت.
أما قوات حركة أمل فمواقعها تمتد من الاوزاعي
وحتى مدينة الزهراء وقوات اخرى من جميع فصائل القوات المشتركة.
كان هذا الاستعداد في صباح يوم 8/6/82 وكان
المعركة على أشدها في الدامور والناعمة.
(...)
مساء يوم الاربعاء 9/6/82 الساعة الخامسة
تقدمت وحدة من اللواء المدرع الذي كان يقوده في ذلك الوقت العقيد جبيع متجهة من
الناعمة إلى خلدة حيث بدأت هذه الوحدة بالتحرك بسرعة الى خلده بعد أن قطعت مسافة 3
كلم من الناعمة إلى خلده، وبدأت هذه الدبابات بالانعطاف إلى الطريق الرئيسي المؤدي
إلى بيروت وواصلت هذه الوحدة السير إلى الشمال في منطقة قريبة من الشاطئ على
الطريق القديم الممتد من أول الناعمة ولغاية مثلث خلده حيث تقوم على هذا الخط
الفنادق والشاليهات وقد أصبح نصف دبابات اللواء وناقلات جنوده داخل ذلك الطريق
الضيق وقطعت القوات الاسرائيلية هذه المسافة الممتدة حوالي 4 كلم دون أن نطلق
عليها أي طلقة وكانت قد قطعت منطقة الكمائن الموجودة على طول هذا الخط والذي سبق أن
تكلمنا عنه وقبل أن تصل الى المنعطف الذي يؤدي الى الشرق، بدأت حمم اللهب
والصواريخ والقذائف ونيران المدافع الرشاشة تنصب عليهم من كل صوب حيث بدأت جميع
مقاتلي القوات المشتركة الذين كانوا في
كمائن على مداخل البنايات ونوافذها والأزقة بينها باطلاق قذائف الآر.بي.جي المضادة
للدبابات وباتجاه الدبابات والمدرعات الاسرائيلية. وهنا وقعت الدبابات الاسرائيلية
وناقلات جنودهم في كمين اللهب والقذائف والانفجارات وبدأ العدو محاولاً من خلال
أطقم الدبابات الرد على قواتنا إلا أنه لم يستطع ذلك لكثافة النيران. فبدا هنا في حيرة من أمره حيث أعطبت له دبابتان مقابل
مدينة الزهراء بالقرب من قصر مجيد ارسلان وبدأ مقاتلونا يسمعون أصوات جنود العدو
وهي تتعالى تطلب النجدة، أو انقاذهم من الدبابتين المدمرتين.جنود اسرائيليون على اتوستراد خلده - الناعمة
حاول العدو الانعطاف يميناً في خط سيره إلا
أنه لم يستطع ذلك نظراً لمواجهة كمائننا في تلك المنطقة، وقد بدأ عملية التراجع
والانسحاب واثناء ذلك كانت تنصب عليه
نيران مدفعيتنا ورشاشات مقاتلينا التي ارغمت الدبابات على الوقوف في أرض المعركة
دون أي حركة، وحصل أرتباك في صفوف العدو بحيث كانت دباباتهم تفصل الطريق وتمنع
غيرها من الانسحاب وكانت الدبابتان اللتان اشتعلت فيهما النيران تسدان الطريق على
الدبابات الأخرى. وفي هذه الاثناء حاولت احدى أطقم الدبابات سحب الدبابتين
المدمرتين لكنهما لم تستطع وقام الكمين في المقدمة بضرب دبابتين أخريين مقابل مسبح
الفاملي بيتش وأصبح عدد الدبابات المدمرة أربعة.
وجاءت اشارة أن العدو حاول الإنزال في منطقة
بنايات المهجرين وأن قواتنا تشتبك معه بالسلاح الابيض وأن 4 عناصر قد استشهدوا في
المعركة، وما زالت كمائننا تتعامل معه وقد جرح لنا 8 افراد وقمنا بسرعة بإرسال
سيارة اسعاف لنقل المصابين إلا أنها ضربت عند مثلث خلده.
وكانت الدبابات المدمرة من طراز مركفاه
وباتون، وكانت إحداها من طراز باتون، مزودة بجرافة. حاولت في هذه الاثناء ناقلة
جنود للعدو اخلاء الجرحى وكانت تغطيها نيران العدو إلا أنها لم تتمكن من ذلك حيث
تقدم نحوها ثلاثة من مقاتلينا وبدلاً من أن يضربوها بقذائف الأر.بي.جي أخذوا يضربون
من فيها بالرشاشات والقنابل اليدوية حتى قتل جميع من فيها وتمت السيطرة عليها وهي
صالحة. وفي الوسط تم حصار سرية مشاة وتم التعامل معها بكافة أنواع الاسلحة وقد
ابيد أكثر من نصفها، وفي خلال هذه المعارك تقدمت دبابتان من المؤخرة واخذتا باطلاق
النار على قواتنا. استشهد لنا على أثرها ثلاثة مقاتلين. وتم التعامل مع الدبابتين
فأصيبت واحدة واحرقت هي ومن فيها وتراجعت الاخرى واصبح عدد الدبابات المدمرة ست
دبابات وناقلة جنود. وهنا بدأ العدو
بالانسحاب تحت تغطية نيران كثيفة، وهنا أيضا تقدمت مجموعة من رماة الآر.بي.جي من مدينة الزهراء وبدأت
بقصف الدبابات المنسحبة حيث أحرقت واحدة أخرى، وبدأت نيران مقاتلينا من كل صوب
تنصب على جميع المناطق المحيطة بقوات العدو، وفي هذه الاثناء تفجرت دبابتا الباتون
أما بناية المهجرين وبعد أن توقف انسحاب الدبابات الاسرائيلية لكثافة نيران
مقاتلينا.دبابة اسرائيلية معطوبة على جانب الطريق
كما بدأ مدفع الـ 75 ملم الموجود في تلة أول
الدوحة بالتعامل مع دبابات العدو التي كانت تقف أمامهم حيث تم اعطاب دبابتين
اخريين وقتل عدد كبير من جنود العدو وكانت النتيجة تدمير 8 دبابات للعدو.
وعاود العدو السير باتجاه الدامور وخرجت
مجموعاتنا من البنايات تلاحقه ودمرت له 3 دبابات أخرى كانت على الطريق القديم عند
ملتقى الطريقين الى الاتوستراد.
كنت في هذا الوقت موجودا في أول الاوزاعي عند مكتب ابو سمير. وقد كنا مجهزين راجمات الصواريخ مع قوات اجنادين وكنا نتعامل مع قوات العدو حسب طلب قواتنا التي ما زالت تتعامل مع قوات العدو في الدامور، جاءت لي إشارة على الجهاز من الملازم أول أبو علي الشورت أن هناك ثلاث دبابات صالحة وناقلة جنود جاهزة للتحرك ودبابة مركفاة وباتون نستطيع اصللاحها والسير بها، أرسلت رسالة فوراً بأن يقوموا بتحريك ناقلة الجنود الى مكتبنا في الاوزاعي وفعلا خلال نصف ساعة سحبت ناقلة الجنود الاسرائيلية وما زال الجنود القتلى بها حتى وصلوا الى مكتبنا وكان يحيط بالناقلة أكثر من 10 سيارات مسلحة و100 مسلح من جميع التنظيمات وكان على الناقلة ثلاثة من عناصر الـ 17 وثلاثة عناصر من الصاعقة وأربعة عناصر من أمل والجميع يريد أن يأخذ الناقلة إلى مكتبه.
ورأيت أن تذهب الناقلة إلى حركة أمل في الأوزاعي وحين وصلنا إلى هناك، طلب مني الأخوة في أمل أن تتوجه الناقلة إلأى مقر قيادة أمل في برج البراجنة في حسينية البرج، حيث يوجد هناك الأمين العام لحركة أمل وهو الاستاذ نبيه بري وقيادة أمل. وفعلا تم التوجه هناك وتسلقنا طريق الاوزاعي عن طريق مدرسة السواقة إلأى أن وصلنا إلأى الحسينية وتوجهنا إلى مقر الحركة بالقرب من الحسينية. دخلت إلى المقر وكان هناك الأخ نبيه بري وبعد أن سلمت عليه، وكانت الساعة تشير إلى الثامنة والنصف مساء، إذا بجرس التلفون يقرع ويرد عليه الأستاذ نبيه بري وإذا بالمتكلم عرفات حجازي مذيع الأخبار بالتلفزيون اللبناني واخذ بالاستفسار من الأخ بري عن أسر الناقلة وهنا أخذ نبيه في تلاوة بيان الحركة لمعركة خلده حيث اذيع من التلفزيون اللبناني بنفس الليلة وكان مقتصراً على حركة أمل.
واثناء حديثنا عن المعركة سمعت صوت صراخ في
الخارج وظهر أن هناك شجاراً على أخذ الملالة. كان المتقاتلون عليها عناصر من قوات
الـ 17 وعناصر من أمل وعناصر من الصاعقة وأول شيء عملته هو أنني أعطيت الأمر لجميع
قوات الـ 17 بالتوجه فوراً الى مواقعهم وعدم البقاء اي شخص في المكان فبقي ضابط من
الصاعقة أسمه أحمد الحلاق. وبعد انسحاب قواتنا تشبث أحمد بأن يأخذ الملالة فقط
لمدة 4 ساعات الى مكتبه، وبعدها إلى مكتب أمل وكان يريد هنا أن يرفع معنويات الناس
حسب ادعائه وفعلا دخلت للأخ نبيه وحدثته، ولله وللتاريخ كان الأخ نبيه كما عهدناه
فقد أمر فوراً بتسليم الملالة للأخوة الصاعقة على أن يعيدوها في نفس اليوم. ومن
هنا توجه الأخ أحمد الحلاق بالملالة الى الاستوديو في صبرا. لا أريد هنا أن أتكلم
عن شعور المقاتلين وعن شعور الناس أثناء مرور الملالة حيث علم الجميع بأننا قمنا
بأسر ناقلة الجنود وكم كانت فرحتهم عظيمة! كان لمعركة خلدهىأثر مميز بعد المعارك
التي دارت، وانطلقت زغاريد النساء عندما مرت من أمامهم الملالة وارتفع صوتهن
بالاغاني الشعبية الحماسية.
طلب مني الأخ نبيه بعض الأسلحة والذخائر فقلت
له أنني استطيع أن أوفر لك بعض الشيء من هذه الطلبية وباقي الطلبية لا نستطيع
تأمينها إلأا بكتاب من الأخ القائد العام، وفعلا كتب للأخ أبو عمار يطلب فيه صرف
كمية من السلاح والذخيرة إضافة لما كان قد صرف له في بداية المعركة لحاجة حركة أمل
إليها وأخذت الكتاب لتوقيعه من الأخ أبو عمار وعدت فوراً إلى غرفة عملياتنا في
الأوزاعي.
وكانت الساعة تشر الى العاشرة والنصف وبكل
أسف لم أجد في الأوزاعي إلا بعض العناصر التي تعد على الأصابع حيث ذهب الجميع إلى
خلده للمشاركة في المعركة حتى أنني لم أجد في غرفة عملياتنا سوى عامل الجهاز وضابط
وسائق سيارة. هنا جن جنوني وأقول لو جاءت إسرائيل لاحتلت الأوزاعي بـ 30 جندياً
فقط، وذهبت بلا وعي إلى خلده وعندما وصلت أول كمين وكان منطقة الآثار صرخت عليهم
وأمرت مقاتلينا بالعودة فوراً إلى الاوزاعي وأخذت أعيد كل واحد إلى موقعه، هذا وما
زال القصف مستمراً بيننا وبين قوات العدو. وأثناء عودتنا من خلده نزلت قذيفة
بالقرب منا وجرحت ثلاثة عناصر واستشهد مقاتل من كتيبة الـ م/د وهنا إتضح لي أننا
نجهل حجم المعركة وأننا ما زلنا نقاتل بعقلية العشائر حيث أنه ما أن بدأ الهجوم
حتى ذهب الجميع لنجدة إخوانهم ونسوا مواقعهم.
ونتيجة لذلك طلبت اجتماعاً لكافة القوات
الموجودة في القاطع الثالث وحددنا لكل واحد موقعه وشددت على الالتزام وأوضحت أن
هذا الفصيل مسؤول عن حماية الشاطئ ولا يتدخل بالانزال على الشارع العام، وأن
الموجود على شاش الـ م/ط عليه الانتباه للطيران والتعامل معه ولا دخل له
بالانزالات البحرية والبرية، وأخذنا قراراً بأن يعدم كل من يترك موقعه دون أوامر.
وتحدث معي بالجهاز الملاوم أول أبو علي
الشورت للاستفسار عن الدبابتين الصالحتين، ,طلب مني الحضور لطرفه إذا أمكن وفعلاً
ذهبت فوجدت كالعادة أن أكثر من 100 عنصر ملتفين حول الدبابتين مرة أخرى، ويحاول كل
واحد أخذ قطعة من الدبابات ليذهب بها إلى تنظيمه وكأنها كانت أخر معركة والكل يحب
الاحتفاظ بذكرى غنائم الحرب. هنا طلبت من الجميع الانصراف إلى مواقعهم وبعد مشاهدة
الدبابات رأيت أن عملية إصلاحها صعبة وطلبت من ابو علي أن يفك ما يستطيع منها
والتعرف على اجزائها وأن يقوم بحرقها بعد ذلك اذا لم يكن من الممكن جرها لمعرفة
خصائصها.
جندي اسرائيلي قتيل في أحد الاليات المدمرة في معركة خلده |
انقضى الليل وقوات العدو في تقهقر وجاء صباح
اليوم الثاني الساعة العاشرة وكنت قد ذهبت في نفس الليلة وقدمت تقريراُ للأخ
العميد أبو الوليد عن المعركة واتصل مع الأخ أبو عمار الذي كان موجوداً في عمليات
خمسة الذي قال لي بأني أرسلت لك برقية بارسال طاقم دبابات لسحب الدبابات
الاسرائيلية فحدثته بما حصل. ,جاءت برقية من (عمليات خمسة) تطلب حضوري، ذهبت
وقابلت الأخ العقيد عبد الرزاق المجايدة الذي طلب مني 30 عنصراً للتحرك فوراً
للالتحاق بموقع العقيد عبدالله صيام على أن يكونوا من رماة الآر.بي.جي. علمت أن
رسالة جاءت من العقيد عبدالله صيام يطلب منه 39 عنصراً فوراً. فقلت للعقيد بصوت
عالِ " هوه ما فيش غيرنا تطلبوا منه ذلك؟" قبل يومين كنت قد أرسلت للأخ
عبد الله صيام 40 مقاتلاً بناء على تعليمات من الأخ أبو عمار. ضحك العقيد عبد
الرزاق بكل طيبته وشجاعته وحسن أخلاقه وقال نعم نحن بحاجة إلى 30 مقاتلاً، فقلت
حاضر وذهبت وأحضرت من كتيبة الاحتياط 30 مقاتلاً. وتوجهت هذه القوة بقيادة النقيب
أبو حديد للإنضمام الى العقيد عبد الله صيام الذي كان يخوض معارك الدامور.
لقد حاول العدو احتلال خلده عدة مرات، وفي كل
محاولة إنزال أو تقدم من الجنوب إلى الشمال كان يواجه بمقاومة بطولية، ولم يستطع
العدو احتلال هذه المنطقة رغم أنها مكشوفة تقريباً أمام البحر والمنطقة التي تحدها
جنوباً ويعود ذلك للأسباب التالية:
1- زوال عامل المفاجأة منذ البداية لأننا كنا في قيادة القوات المشتركة للقاطع
الرابع والثالث قد رصدنا تجمع العدو بشكل مسبق، فقدرنا نواياه وأخذنا استعدادنا
لملاقاته ومجابهته.
2- صمود قوات الثورة الفلسطينية وفي طليعتها قوات الشهيد العقيد عبد الله
صيام، وملاحقتها الدائمة لقوات العدو.
3- الرد السريع على تجمع آليات العدو.
4- صمود وقدر الكمائن التي قمنا بتوزيعها على شاطئ البحر والتلال القريبة،
وفعاليتها في المواجهة.
5- الدور الذي قام به سكان تلك المنطقة، والمساهمة في القتال، وكان هؤلاء
ومعظمهم من عرب الهيبي الذين كنا قد قمنا بتسليحهم واعدادهم سابقاً.
6- التنسيق الكامل بين كل القوى الموجودة في تلك المنطقة.
7- ارتفاع نسبة خسائر العدو نتيجة لفعالية الرد والهجوم المضاد.
8- اشراف القيادة العسكرية مباشرة على سير المعارك، وتنفيذ التعليمات حقق
نجاحاته.
9- سهولة ردف هذا المحور بالمقاتلين من بيروت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق