أجهزة الاستخبارات تخترع تهديداً
تتزايد، بصورة مطردة، صعوبة التمييز بين المعلومة والخبر، بين الزبائن والمنتجين، بين الخاص والعام، بين الحلفاء والمنافسين. بالنسبة إلى دان باتلر Dan Butler، المكلف بالتطوير الاستراتيجي في مكتب مدير الاستخبارات القومية : " يجب أن ندرك اننا لا نملك الأجوبة كلها ولا الخبراء جميعهم، إذاً علينا الانفتاح على الخبرة الخارجية، والانتقال من جماعة المعلومة (la communauté du renseignement) إلى المعلومات التي تقدمها الجماعة (renseignement par la communauté)" .
ويمثل مصدر الاستخبارات المفتوح (Open Source Intelligence) (OSINT) نظاماً يقلب ممارسة المعلومات. وقد لاحظت جماعة المعلومة متخرةً أن عليها البدء بذلك والتخلي عن ثقافة السر، وعن الذهنية والطرق الموروثة من الحرب الباردة، وعن الفصل والعزل والحرب بين الأجهزة لمصلحة المشاركة بالمعلومات والممارسة التضامنية وإدارة المعرفة.
انتشر آخر عرض قامت به الكتيبة 304 للاستخبارات العسكرية في الجيش الأميركي واستعاده اتحاد العلماء الأميركيين حول الاستخدام الممكن لتكنولوجيات الاتصال المتحركة (GPS, Skype, Twitter, mashups cartographigues) أو أيضاً خلفيات الشاشات الذي قد يلجأ إليه إرهابيو القاعدة، ودار هذا العرض حول عالم التدوين (la blogosphère) ووسائل الاعلام على الإنترنتز " وماذا لو استخدم الارهابيون وسائط الاتصال ذاتها كأي شخص عادي؟" يشير التقرير إلى أنه في ما يتخطى مجرد التهديد الإرهابي، فقد صار تويتر (twitter) اداة نشاط اجتماعي بالنسبة إلى اشتراكيين، ومجموعات حقوق الإنسان، وشيوعيين، ونباتيين، وفوضويين، وجماعات دينية، وملحدين، ومناضلين وسياسيين وقراصنة السياسة الناشطين(Hackivistes) على الإنترنت". وترتكز دراسة الاستخبارات العسكرية، التي ذكرها اتحاد العلماء، حصراً، على مصادر علنية، يمكن النفاذ إليها على شبكة أنترنت، اعدها شخص يصف معرفته باللغة العربية بالبدائية، استخدم اداة الترجمة على غوغل.
إذاً، يبقى الوجه الأكثر إثارة للاهتمام في هذه الدراسة هو الإشارة إلى أداة جديدة (Twitter) وليس إلى التحليل، حيث استخدم إرهابية 11 أيلول سكاكين ولم يوجه الاته ام إلى صانعيها. وفي غياب الأعداء يمكن دائماً شيطنة الوسيلة. وحتى الوسيلة الإعلامية او التواصلية....
المصدر: La fabrication de l’ennemi ou comment tuer avec sa conscience pour soi - Pierre CONESA
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق