بيروت تهتز ولكن ...
تتوالى الهزات سواء الأرضية أو الشعبية في بيروت...
الكل يرقص فوق صفيح ساخن، ولكن لا أحد يشعر بالآخر...
أصبح الناس عبارة عن دببة قطبية صفحت ضد الحرارة قلوبها...
برودة تحولت صقيع سواء على صعيد الطقس أو في دواخل بشر يتحركون بتثاقل بلا
مبالاة بكل ما يحصل وسيحصل...
ها هم بدأوا بإحراق الدواليب على أبواب المصارف أين منها دواليب الهواء؟؟
لا أحد يشعر بما يحصل لولا هنيهات صريخ، لكن تستمر حياةٌ في مسارها في
العاصمة اللبنانية ...وتستمر لامبالاتها ...هي العاصمة العجيبة العابثة الساخرة من
كل ما يحيطها من أخطار وضجر وفوضى وضياع...
ناس بيروت العاصمة ناس الوطن لا يشبهون أي ناس، إنهم مخلوقات متأرجحة دون
طيران، دون ملامسة أي ثبات فقط عبادة لوثن... ناس بيروت مخلوقات هائمة كناس
الوطن...أجناس حائرة، يسكنها ولا يسكنها لا خوف ولا وجل، ناس على عجل ناس ترقص
وتعربد ومع ساعة الفجر تولول مفجوعة على أبنائها دون دمع ندم.
بيروت عاصمة عصية مشتهية لأي موت مجاني أو من أجل أي قضية إلا قضاياها.
أمس، بيروت إهتزت، لكن بيروت تهتز ولا تقع إلا في الخطيئة، كما وقعت الحرب
بالأمس القريب... بيروت تهتز ولا تثور إلا كعاصفة في فنجان...
بيروت تسعى لتعيد أفعالها الشائنة، لم ولن تخجل فهي تزعم أن قديسها
يحميها...لكنه رحل مهاجراً بعدما فقدت بيروت ما فقدت من الطهر وانغمست في ملذات
النشوة نشوة الدم...
بيروت تفتش عن قبول ...نعم قبول توبة نصوح... ناس بيروت صاروا بيروت...
بيروت تلملم أثوابها الممزقة... بيروت خجلة...
بيروت...ناجية...لكن ناسها كحكامها يُحاضرون في عفة بيروت...
بيروت...بريئة...لكن ناسها...عليم الله بناسها...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق