العلة والمعلول في سلطة الوطن المستحيل...لبنان
المعروف أن لا علاقة بين ممارسة العمل السياسي (موالاة
ومعارضة وتداول السلطة فيما بينهما) وبين الممارسة الإدارية، أي أن المرفق العام لديه آليات
عمل محددة بالقانون في تسييره، أي لا يخضع للخيارات السياسية الفئوية، لذلك فأن لكل وزارة
مدير عام وموظفين يخضعون لقوانين وأنظمة إدارية محددة متفق عليها، وتسيير المرفق
العام لا يتأثر بممحكات سياسية أو تغيير حكومي أو رئاسي أو بإنتقال السلطة
السياسية من فريق إلى آخر... وتسيير المرافق العامة يتم وفق خطط استراتيجية لخدمات عامة وموارد
بشرية دائمة لتحقيق المنفعة العامة الوطنية.
أن الوزير يستطيع تغيير التكتيات في إدارة وزارته ولا
يستطيع تغيير الاستراتيجية الموضوعة والأدوات والموارد البشرية. أي أن الوزير وأسلوب قيادته
مُتغير والإدارة العامة ثابتة.
لذلك فأن العامل المُتغير الذي أدى إلى تهتك وترهل وتراجع أداء
الإدارة العامة وتخلفها وفسادها هو "الوزير". وكان رئيس الجمهورية
الأسبق العماد إميل لحود، وفي خطاب القسم، والذي دعا فيه إلى قيام "دولــة القانـون
والمؤسسـات" قد أطلق عبارة
" صلاح الأمور يبدأ من رأسها". ولذلك فأن
الوزير الغير متخصص والمُمارس للعمل السياسي الخاضع لسياسة المصالح الفئوية أو
الضيقة وعدم السعي لخدمة المواطنين اللبنانيين كافة، بل خدمة فئة أو مجموعة،
وتحديداً المصلحة الشخصية. سيؤدي إلى كارثة وطنية وانهيار الدولة والوطن.
ولا بد من الاشارة أيضاً، أن العمل الحزبي في لبنان بحد ذاته يعاني إعتوار
خطير فهو لا يهدف لطرح مشاريع وطنية إستقطاب المزيد من الأعضاء والانصار، بل يقوم
على المحافظة على مكاسب ضيقة وفرص لصالح زعيم الحزب أوالتيار ليس أكثر دون إكتراث لأي
مصلحة وطنية.
وفي خلاصة الأمر، لا بد من العمل على بناء مفهوم
الانتماء الوطني وأيضاً الشخصية الوطنية، وأن تعود السياسة إلى رشدها، فالسياسة
ليست مجرد "فن الممكن" و"إدارة مصالح"، بل هي سياسة أمور
الناس، عبر الاهتمام بالناس وتأمين حاجاتها وإدارة شؤونها وشجونها وتحقيق المنافع
لها. ولذلك يجب أن تكون الإدارة العامة أداة تأمين أهداف السياسة الرشيدة لا أن
تكون أداة إبتزاز وتحكم وتكسب بمصائر الشعب.
العمل الحزبي هو سعي لاستقطاب الأعضاء والأنصار لمشاريع
وطنية وتحقيق نموذج يحتذى به، والعمل الحزبي ليس عملا للممارسة الزبائنية،
ووسيلة للتسلق والسيطرة والتعسف وتحقيق رغبات وطموحات فردية أو فئوية ضيقة.
لذلك، لا بد من الوعي والارتقاء بالمعرفة والعلم
وفهم الأهداف والأدوار وإلا... لات ساعة
مندم...
كما ممارسة الفعل الايماني يعاني اختلالاً في حُسن التوجه والتدبر ، ذلك أن قراءة الأبانا والفاتحة لن تكون سبيلا للنجاة لا في الدنيا ولا في
الآخرة، وسيكون علينا الترحم على أنفسنا وعلى وطن لم نحفظه بإيمان حقيقي وصدق
النوايا والسرائر.... بل مارسنا الدسائس والرذيلة وجعلنا التكفير ممارسة واقعية
لزنا المحارم بحق وطننا...
سامحوني...مع كل الإحترام...كفى ...فتنبهوا فقد طمى
الخطبُ حتى غاصت الرُكب وبُاتنا بين رحات القنا سُلبُ...فاحفظوا وطنكم كالرجال الرجال وإلا ستبكون
كالنساء في أزقة العالم...
أوقفوا ممارسة البغي للذة عابرة...لذة إمتلاك السلطة
الزائلة... واعلموا أن وعد الله كان الحق ...وإلا كان الوعيد...والعقاب
سريع...والساعة قريبة وآتية ولا ريب فيها...والشعب نعم الشعب اللبناني بات يتوق لنبذ نقائضه من شعوب طائفية مذهبية متخلفة جاهلة غبية، وأن رب البشر أجمعين موجود وهو القادر على
كل شيء ...وأن الفجر لقريب... أرحموا أنفسكم قبل أن لا رحموا...
#سامحوني ... وإلا قوموا لنعزي...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق