كتبت ما كتبت لأفرغ حزناً استوطن حياتي ولطالما مارس الفتك بي...وابتسامتي تغسل دموعي التي لم يرها أحد وسقت براعم الحب والمحب لكل البشر فأينعت هذه اعترافات...
كلية الاعلام – الكولا – في 4 آذار 1990.
إني أعترف
وحيداً
وحيداً سأبقى...
وحيداً إلا من ذاتي
غامضة هي ذاتي
فهي لا تعرف ماذا تبغي أو ماذا تريد...!!
أسألها أتريدين الفرح...؟
تجيب بصمت القبور.
أتريدين الحزن...؟
تثور كعاصفة في فنجان...
أدركت أخيراً أن ذاتي لا تعرف شيئاً... أدركت...
أن ذاتي لا تعرف ماذا تريد...
لكن إلى متى...؟
هل سأبقى وحيداً...؟
غريباً حتى عن ذاتي...
لكن هل من المعقول أن أبقى وحيداً..!؟
غريباً حتى عن ذاتي...
أخيراً... لماذا الثرثرة..!؟
أتراني مشتتاً ضائعاَ...
نعم أنا كذلك لكن أهذا صحيح!!
لا...لا... لا أعرف...
هل الحل بيدي...؟
يقول الآخرون... أنه في يدي...
هل هذه هي الحقيقة...
أعرف أن الإنسان يجب أن يبحث ع الحقيقة داخله...
لكني في داخلي أنا ضائع...
لم أعرف كيف أميز الخطأ من الصواب...
إلى متى سأبقى...
وحيداً...
غريباً...
إني أعترف
الخطوة الأولى خطوتها...
نعم بدأت سلسلة الخطوات نحو حياة جديدة بعيدة
لكني أراها قريبة...بعيدة...
عن الوحدة والخوف والضياع...
الخطوة كانت في الأول من أمس...
نعم إتخذت القرار... وسرت به....
نعم لقد بدأت رحلة الألف ميل...
من داخلي بدأت ...جعلت ذاتي تتحرك لمزيد من المعرفة...
صرخت بها لكي تعرف كل شيء ...
صرخت لأجعلها تخرج عن صمتها صمت القبور...
وتثور ثورة بعيدة عن عواصف الفنجان...
نعم لقد إتخذت القرار بأن أبتعد...
أبتعد عن الوحدة... والضياع...والخوف...
15 آذار / مارس 1990
إني أعترف
الزمان : الخميس 15 آذار 1990
كانت الخطوات العشر الأولى...
المكان : مقهى "المودكا" – شارع الحمراء.
كان مكان اللقاء...وكان الانتظار...طويل...
لكن تم اللقاء...كان هذا اللقاء...
مطلباً فوق كل المطالب...
كان الهدف والغاية والوسيلة...
نعم كان كل ذلك...رغم أنه كان قصيراً...
لكنه بالنسبة لي طويلاً...كان مهماً جداً...
أخيراً بدأت بالاكتشاف...
إكتشاف الإنسان...
الإنسان الذي هو أبي...
هذا الإنسان الذي...
نعم الذي كنت أضمه في أحلامي...
وكبت أقبله مئات بل الآلاف القبلات...
هذا الرجل الإنسان...
الإنسان الذي طالمت أردت لقياه...
...
لكني أحس إني بعيداً عنه...
أحس بأن هناك جداراً بيني وبينه...
هذا الجدار الصلب ... يقف في وجه خطواتي...
لكني سأدمر هذا الجدار... وسأتابع سيري...
رغم كل الحواجز... بدون أي خوف...ودون ضياع...
نعم إني إنسان جديد...إتخذ قراراً...
أن يكتشف إنسان جديد وهذا الإنسان هو أبي...
ذلك الإنسان الذي سيغير الكثير في حياتي...
هذا الرجل أحبه نعم...
21 نيسان / إبريل 2020
في هذه الليل رحل هذا الإنسان الذي أحبه...رحل أبي... رحل وترك خلفه الكثير
من الأجوبة المعلقة في الصمت... لا أعرف سوى أنه بات يسكن داخلي كما كان عاش طول
حياتي وما زال داخلي دون ذكريات...بل مجرد خيال لطالما عشته على وقع صدمات
الواقع...
والدي...كلمة واحدة قلتها يوما فتزلزلت حياتي، وما زلت لغاية أرتعش من صقيع
عاطفتك...ووجهك الشاخص إلى البعيد...لن أنسى تلك الكلمة، وكانت الكلمة الوحيدة التي لم
تقلها إلا مرة واحدة ولكني لم أعشها يوما تحت جناحك، لقد قلتها يا أبي: "إني
إبنك..." اليوم رحلت والمؤلم إني لم أحظى يوماً منك بمعانقة أبوية أو قبلة
تطبعها على خدي رغم طول إنتظار...وللأسف بات الإنتظار...إنتظار صعب ومستمر دون
انتهاء...مستحيل الانتهاء...
رحمك الله وسامحك يا والدي ...أحببتك من كل قلبي رغم كل شيء ... رغم كل العذاب... رغم كل الآلام...رغم كل صمتك...رغم كل الصقيع...سأنتظر الدفء مهما طال صقيع عاطفتك نحوي...سامحني...
رحمك الله وسامحك يا والدي ...أحببتك من كل قلبي رغم كل شيء ... رغم كل العذاب... رغم كل الآلام...رغم كل صمتك...رغم كل الصقيع...سأنتظر الدفء مهما طال صقيع عاطفتك نحوي...سامحني...
سامحني أمي ...حاولت الكثير في حياتك وبعد مماتك لكن لماذا كانت الوصية...!!!
حاولت لكني كدت...أرقدي بسلام أنت ووالدي ... فقط سامحكم الله وغفر لكم... على كل
شيء ورغم كل شيء لا أملك إلا الحب لكم ولكل ما خلق الله سأبقى ناثراً للحب والمحبة
رغم كيد الكائدين...ولن أكره ...ولن أحقد...وسأحمل داخلي الوجع...وسأبتسم دائما
رغم الحزن الدفين، وسأرنم باسم لله حتى لا يسمع أحد أنيني...عشت كاليتم منذ سنتي الأولى في الحياة، واليوم بات اليتم واقعاً...
لكني سأذرف الدموع ضاحكاً كذاك المهرج...
لكني سأذرف الدموع ضاحكاً كذاك المهرج...
والحمد والشكر لله...
اللهم إرحم أمي وأبي وسامحهم وأغفر لهم...لم يعرفا ماذا فعلا...وأنت الرحمن الرحيم وعلام الغيوب والقادر على كل شيء...
اللهم إرحم أمي وأبي وسامحهم وأغفر لهم...لم يعرفا ماذا فعلا...وأنت الرحمن الرحيم وعلام الغيوب والقادر على كل شيء...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق