انتصار الإنسان
جلست وحيداً، أقوم بجردة لما حصلته وخسرته خلال عام مضى، حاولت أن أحدد المكاسب، وأن أحصر الخسائر، لكن ما هو الميزان؟ وهل أنا بقادرٍ على إقامة الميزان؟
لست أدري...يسكنني شعورٌ متناقض، أشعر إني رابح وخاسر، نعم لقد تساوت كفتي الميزان، فكما ربحت خسرت، وكما خسرت ربحت!!! هل هذا الشيء طبيعي؟ لحظة، ما هو معنى "طبيعي"؟ لا بد إني أعاني اختلالا في شؤوني وشجوني وحالي ومعاشي. نعم حياتي تهتز بضربات متتالية لكنها لا تقع، وأنا لا أقع.
لا أعرف ماذا حصل؟ وبالتأكيد لا أفهم ماذا يحصل؟ ويقيني يؤكد أنه سيحصل المزيد من الاختلال والاهتزاز...
ماضياً كان هناك صولات وجولات بكل صراحة، وحاضراً من خيبات وحسرات بكل شفافية، ومستقبلاً، واضح، بأن لا قدرة لي، على القيام بمعجزات وأعاجيب.
لست يائساً، ولا أعرف ما هو "اليأس"، ولطالما كان مبدأ من مبادئي "لا يأس مع الحياة، ولا حياة مع اليأس".
ذاك "اليأس" أصيب بالإحباط من كثرة هجماته نحو حياتي، لغاية الأن ما زالت غزواته تتحطم على أسوار حياتي. الإحباط بات يسكن "يأسي"...
أواسيك يا "يأسي"، أشد على يدك، أشدُّ عزيمتك، إن أنت أُحبطت، وتراجعت، فلمن أُعد آمالي، وأُجهز أفكاري، لمن سأستمر، لمن أتصدى...
أرجوك...أرجوك لا تتراجع لا تهزمني بإحباطك يا "يأسي"...
في حال انهزام "اليأس" ينفرط عقد "الآمال"، تندثر عصبية "الأفكار"، وكيف يستمر إنسان مثلي دون "آمال"!!، كيف استمر دون عصبية "بنات أفكاري"...
حياتي حرب على مدى الحياة، حرب طاحنة ضد أعداء تحالفوا ضدي، أنه تحالف "الجهل"، "التخلف"، "الظلم"، "الحقد"، و"النفاق"، وساندهم "قلة الوفاء" وألوية "الخزلان" ولا أنسى لن أنسى كتائب "المتسلقين" و"المنتفعين"، وسلموا مقاليد القيادة لقائد هو "اليأس" ليقودهم إلى الانتصار... لكنه يتقهقر اليوم على أسوار حياتي...
لماذا يا أيها "اليأس" تحالفت معهم...؟ هل تعلم أنهم يستغلونك ليسودوا ويتبوؤوا كل المواقع... يستغلون ويستفيدون من قدراتك ومقدراتك ومهاراتك...
أيها "اليأس" وجودك في الحرب للجهلة والمتخلفين والظالمين والحاقدين والمنافقين وقليلو الوفاء والمتخاذلين والمتسلقين والمنتفعين... أنت قائدهم ... كلا أنك أداتهم ليس أكثر...
تقود الحرب وتقاتل وتتلقى اللعنات، فيما هم يحققون المكاسب...
ابتعد أيها "اليأس"... فأنت لن تستفيد... وبعد انقشاع غبار الحرب ستجد نفسك منزوياً وحيداً منبوذاً من حلفائك أو مشغليك...
اعلم أيها "اليأس" أنك عندما تفك التحالف الجهنمي بينك وبينهم، ستستمر آنذاك في صراعك الأبدي مع الأمل، نعم لصراع الأمل واليأس، ستبقى معارك الكفر والفر بينكما...نعم أيها "اليأس" اترك مُستغليك وإلا ستندثر لأنك أخطأت بتحالفك، ونسيت أنك موجود بوجود الإنسان، أنت أيها "اليأس" كما "الأمل" تتصارعان. أما "الجهل" و"التخلف" و"الظلم" و"الحقد" و"النفاق" و"قلة الوفاء" و"الخزلان" و"المتسلقين" و"المنتفعين" فهم محكومون بالفناء والانتهاء. أما أنت أيها "اليأس" تعطيهم قوة "البقاء"...
أيها "اليأس" أقول الحق، والحق أقول، ورب الحق قال:"لا تقنطوا من رحمة الله"... لذلك "الأمل" أملي بالله كبير، وربي وهبني عقلاً متفكراً...
ستستمر في الاندحار على أسوار حياتي المدعمّة بالأمل، متقلداً سلاحي الأمضى وهو "التفكير".
نعم، ما زلت رابحاً فلدي الكثير من الآمال، كما أملك الكثير من الزاد والذخائر من "الأفكار"، وطالما أملك "الأمل" وقدرة "التفكير"، سأستمر في مراكمة الأرباح والمُقدرات والقدرات لمواجهة كل الأعداء، وعلى رغم من تحالفهم مع "اليأس" البائس المخدوع بحلفائه...
لن أعرف الهزيمة، ولن يهزمني "اليأس" لأني أعرف أنه ثاني أثنين متلازمين متصارعين "الأمل واليأس"، وفي الباقي من أيامي سأهزمه كما هزمت حلفائه داخلي أنا "الأنسان"... ولا بد أن الله وهب الجميع جميع الناس "الأمل" و"التفكير" وهم لقادرون على هزيمتهم... ولا شك أن "اليأس" لن ينفك عن القيام بغزواته، وسيبقى "الأمل" و"التفكير" في صده وهزيمته. ولن تسقط قلعة "إنسان يمتلك الأمل ويتفكر" مهما كانت قدرة الأعداء...
فعذراً أيها "اليأس" أنك تخوض حرباً أبدية وتستمر بفضلي "أنا الإنسان" وسيبقى الأمل والعقل وبالتأكيد "الأنسان" في حال انتصار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق