2024-04-13

القوى الوطنية والاسلامية عشية اندلاع الحرب اللبنانية عام 1975



القوى الوطنية والاسلامية السياسية قبيل اندلاع الحرب اللبنانية 

ريمون إده والرئيس سليمان فرنجية

1- كان هناك تحالف ماروني – سني جمع ريمون إده وصائب سلام ورشيد كرامي تحت اسم "التحالف الثلاثي". وقد حاول إده المعارض الأبرز للرئيس سليمان (الجد) فرنجية، أن ينتزع من الرئيس أو أي مرشح يدعمه الرئيس، القدرة على لعب دور مؤثر في الانتخابات الرئاسية. أما كرامي وسلام فكان همهما الأساس التصدي للخطر السياسي الذي كان يشكله كمال جنبلاط.
أبو إياد - أبو عمار - كمال جنبلاط
2- استطاع كمال جنبلاط أن يسجل تقدماً سياسياً مهماً، ويحشد المؤيدين من كل الطوائف، إلا أن العائق الأكبر في وجهه كان يكمن في الطائفة المارونية التي كان عاجزاً عن إزاحة أيّ من أقطابها الراسخي المواقع، أو التأثير الفعلي في مواقعهم لأسباب عديدة، تاريخية وسياسية. لكن جنبلاط، مع ذلك، كان في العام 1975 أكثر قدرة من ذي قبل على التأثير في مجريات السياسة اللبنانية بجوانبها كافة. 
3- قوى اليسار كانت تعتبر النظام السياسي جامداً ومتخلفاً، لأكن الأحزاب اليسارية استطاعت في هذا النظام، على رغم شوائبه، ومنذ أواخر الستينيات،
محسن ابراهيم - أبو عمار - جورج حاوي
 أن توسّع رقعة امتدادها ونفوذها بسرعة قياسية وأن تزيد من تأثيرها الفاعل خصوصاً عن طريق توسيع تمثيلها البرلماني. ربما كانت الأحزاب اليسارية في وضع أكثر فاعلية وتأثيراً لو أن قانون الانتخاب كان مختلفاً ولا زال، ولكن كل الأحزاب في الواقع تبقى خاضعة لسقف معين من الشعبية والنفوذ، تملكه الأحزاب السياسية في الديمقراطيات الغربية، فكيف إذا كان المجتمع تعدياً كما هو في لبنان. 
4- ثمة تيار آخر برز على الساحة السياسية داخل الطائفة الشيعية بقيادة الامام موسى الصدر ذي "الكاريزما" المتميزة. ومع أن الطائفة الشيعية لم تنل من حجم التمثيل السياسي ما يوازي حقها فيه. فإن النظام السياسي بحد ذاته لم يمنع الشيعة من نيل هذا الحق في المؤسسات السياسية. الواقع أنّ الإمام الصدر، اللبناني الأصل الإيراني المولد الذي جاء لبنان في أواخر الخمسينيات، لم يواجه صداً من تيار القوى السياسية الشهابية في عقد الستينيات ولا مع النظام السياسي عموماً في عقد السبعينيات. 
الامام السيد موسى الصدر
ولكن كان عليه أن يخترق طائفته بالذات التي كانت في قبضة الزعامات التقليدية. ولا شك أن أفكار الصدر وأهدافه أثارت قلقاً كبيراً لدى القيادات الشيعية والأحزاب اليسارية التي كانت تسعى لتوسيع قاعدة نفوذها داخل الطائفة الشيعية ولاجتذاب النخب السياسية والثقافية فيها التي كانت ميولها الراديكالية تتزايد.
اندلاع أعمال العنف في العام 1975 لم يكن ليستفيد منه الضرورة معظم الساسة اللبنانيين الكبار، لكنهم مع ذلك لم يترددوا في استغلاله تأميناً لمصالح سياسية. 

ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

  حصــــــــــــار المفـــكــــريــــــن الاستراتيجية والاستراتيجية المضادة المطلوب الثبات بصلابة أمام" حصار الداخل والخارج: إن التص...