2018-09-11

دعاء الى الله ورسالة الى البشر الحجر وتذكير لولدي نادر روحي


دعاء إلى الله ورسالة إلى البشر الحجر
وتذكير لولدي الغالي نادر في أسره



اللهم تعلمت من قصص أنبيائك الكثير، كما تعلمت من كتبك المقدسة الكثير، لقد بلغ الأمر ما بلغ. أعرف أن زمن الأنبياء ولى...اللهم أنت القادر على كل شيء، وأنت العالم والعارف، وتعلم السر والعلن، فلك فوضت أمري، فأنت تعرفني وأنا أعرفك، وولدي ربيته كما تربيت أنا...ولست في موقع التشبه بالأنبياء، ولكن فقط يا ربي أقول إيماني يزداد لأنك رب العزة والقدرة ولي أسوة حسنة بنبيك إبراهيم (ع) وابنه إسماعيل الذبيح (ع) ونحن في أيام عاشوراء ...وتعلمت منها أن البشر قساة حتى على أبناء وأحفاد الأنبياء ويفتكون بهم...يا رب قد بلغ الظلم والقهر مبلغه فعجل بفرجك العظيم...فقد عم الظلم والقهر ... يا الله يا الله يا الله الغوث الغوث الغوث نجينا يا الله ....
اللهم ولدي نادر في عينك في حصنك...كما كنت أنا دائما في حصنك وآمنك وآمانك منذ لحظة التكور في الرحم إلى اللحظة الراهنة...
اللهم ولدي نادر في رعايتك فافعل ما أنت أهلا له وفرج همي...وأنا صابر على ما ابتلاني به البشر الحجر ... ولا أخشى سوى سخطك وغضبك...وأنت العون والغوث والخير ...وأنت الخير فيما قضيت وقدرت وإني بك مؤمن وبك استعين وبك استجير فأنا عبدك ابن عبدتك مريم وأبني نادر عبدك كما ابنتي سارة وابنتي لين... كما حفيدة رسولك زوجتي السيدة فاطمة ...فنحن جميعا عبادك الصالحين وراضين بما ترضى لعبادك الصالحين...ودعوتنا للقوم الضالين الظالمين أن يتقوا الله في عباده المؤمنين الصادقين. وأخيراً أن الله هو القادر هو العدل...وهو خالق الأرض والسموات...وهو خير الماكرين...والاهم هو الرحمن الرحيم وناصر المظلومين وقادر على العقاب وقادر على رحمة خلقه وهو مالك الدين...وهو من قال : وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ  الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (البقرة 156-155) أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ. وهو من قال للنبي أيوب (ع): وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ) (الأنبياء 83 – 84) ...
وأخيرا ربي أفعل ما أنت أهل له من الخير وأنا فوضت أمري وأمر ولدي لك... ولعل عزائي ما أنزلته في كتابك العزيز عن قصة النبي إسماعيل الذبيح...ومنها أستمد قوتي وإيماني بأنك أنت العزيز القدير الرحمان الرحيم...وأنا وعائلتي من المؤمنين الصادقين إن شاء الله ولو كره الكارهين والقوم الكافرين.... وتذكر الرواية أنه عندما بلغ إسماعيل عليه السلام الثالثة عشرة من عمره، أراد الله سبحانه وتعالى أن يمتحن صدق إيمان أبيه إبراهيم عليه السلام.. فأرى إبراهيم في المنام أنه يأمره بذبح ولده البكر الشاب إسماعيل وأن عليه إن كان صادق الإيمان أن يمتثل لأمر ربه.
وصدق إبراهيم الرؤيا قولاً وسعى إلى تصديقا عملاً وفعلاً، فجاء إلى ولده إسماعيل وقال له: ﴿لَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (الصافات 102)﴾.
ولم يكن إسماعيل عليه السلام ليكذب رؤيا أباه، ويرفض أمر الله مولاه.
وهكذا صدق الاثنان: إبراهيم خليل الله، وولده إسماعيل عليهما السلام، صدقا أمر الله دون أن تراودهما الهواجس والشكوك، ولم يترددا في التنفيذ.. وبدأ التنفيذ العملي لذلك التصديق: قاد إبراهيم عليه السلام إسماعيل إلى المكان الذي أُمِر أن يذبحه فيه، فبعث الله سبحانه إليه ملكاً على صورة شيخ جليل رزين، فقال إبراهيم عليه السلام: يا إبراهيم، ما تريد من هذا الغلام؟ قال عليه السلام: أريد أن أذبحه. قال الشيخ: سبحان الله! غلام لم يعص الله، ولم يأتِ ما يستحق منك ذلك!
قال إبراهيم عليه السلام إنّ ربي هو الذي أمرني بذلك. فقال الملك الشيخ: ربك ينهاك عن ذلك وإنما أمرك به الشيطان. قال إبراهيم عليه السلام: ويلك إن الذي بلّغني هذا المبلغ هو الذي أمرني به.
وظل الشيخ يحاور إبراهيم عليه السلام ويقول له: يا إبراهيم إنك نبي إمام، فلئن أنت ذبحت ابنك، تبعك الناس من بعدك وصاروا يذبحون أولادهم.
لم يلتفت خليل الرحمن إلى كلام الشيخ، بل أقبل يستشير ولده إسماعيل عليه السلام في الذبح وكيف يكون، فقال إسماعيل: يا أبتاه، غط وجهي بخمار، واربط يدي ورجلي.. فقال إبراهيم عليه السلام: الوثاق مع الذبح! لا والله أجمعهما عليك، وأسلما لأمر الله.. وتلّ إبراهيم إسماعيل، وأضجعه على الأرض وأخذ السكين ووضعها على حلقه. ورفع رأسه إلى السماء وجر السكين.. ولكن الله العزيز العليم، لم يكن ليترك إبراهيم يذبح ولده إسماعيل وهو يعلم صدق الأثنين وتسليمهما لأمره، وقد ظهر هذا التصديق جلياً واضحاً: ﴿ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (108) سَلَامٌ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110).(الصافات)
وأمر الله سبحانه جبرئيل فقلب السكين على قفاها، فلم تفعل شيئاً. ثم رفع إسماعيل عليه السلام وأتى بكبش كبير أضجعه موضعه، ونجى إسماعيل من الذبح: ﴿وفديناه بذبح عظيم. وتركنا عليه في الآخرين. سلامٌ على إبراهيم. كذلك نجزي المحسنين﴾.
وأقول للبشر للحجر ...
هل يتذكر هؤلاء المتحكمون بالبشر أن مصيرهم المحتوم مهما طال إما أن يموت أو يحال إلى التقاعد أو العجز ثم يصبح في المجتمع نسيا منسيا، بل هل يتفكرون في قوله تعالى (وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ)؟ وهل يتعظون من قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم (من أعان على خصومة بظلم أو يعين على ظلم لم يزل في سخط الله حتى ينزع)  وقوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله ليملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته) وفي حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال: "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم)؟
فقد قال تعالى (فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)
ويقول رسول الله (صلّى الله عليه وآله) «يقول الله عزوجل أشتد غضبي على من ظلم من لا يجد ناصراً غيري.
قال رسول الله (ص واله) (من مدح سلطاناً جائراً وتخفف وتضعضع له طمعاً فيه كان قرينه إلى النار وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) قال الله عز وجلّ (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم ا لنار)
جاء عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال (من دعا لظالم بالبقاء أحبّ أن يعصي الله في أرضه)
قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) (إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ أين الظلمة وأعوانهم، من لاق لهم دواة أو ربط لهم كيساً، أو مد لهم مدة قلم، فاحشروهم معهم).
ويقول أبو عبد الله (عليه السلام) من أعان ظالماً على مظلوم لم يزل الله عزوجل عليه ساخطاً حتى ينزع عن معونته.
عندما سئل الإمام أمير المؤمنين (ع)ما الفاصلة بين الأرض والسماء، قال: (مد البصر ودعوة المظلوم)
ويقول أمير المؤمنين (عليه السلام) (يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم)
قال النبي محمد (صلى الله عليه وآله) (من مشى إلى ظالم ليعينه وهو يعلم أنه ظالم فقد خرج من الإسلام).
وقال (صلى الله عليه وآله) (شرُّ الناس من باع آخرته بدنياه، وشرُّ منه من باع آخرته بدنيا غيره).
قال الإمام أبو عبد الله الصادق (عليه السلام) (العامل بالظلم، والمعين له والراضي به شركاء ثلاثتهم) وقال (عليه السلام) (من عذر ظالماً بظلمه سلط الله عليه من يظلمه، فإن دعا لم يستجب له).
وكلمة أخيرة،
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (الحشر 18)
وأخيراً، يا ولدي لا تقلق، ولا تحزن (الله معك ومعنا فلا تحزن) فأنت لم تقم بشيء من الكبائر...
فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (أكبر الكبائر الإشراك بالله وقتل النفس وعقوق الوالدين وقول الزور أو قال وشهادة الزور)، ومنها السبع الموبقات أي المُهلكات كما قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : (اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال: الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات).
نادر يا روحي يا سر والدك كما علمتك وربيتك تذكر دائما ودوما ... مهما كانت شبهات واتهامات البشر فأنت في عين الله فلا تقلق ... أنت تعرف وأنا وأمك وأخواتك نعرف أن الله معنا ولا نبالي بالبشر  الحجر فالله قال في محكم كتابه " لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ (الزخرف 78  ) وألم تقرأ يا ولدي نادر (أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا ۗ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ (227) (الشعراء)
وفي النهاية قال الرحمن (اذْهَبَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ (44) قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَىٰ (45) قَالَ لَا تَخَافَا ۖ إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَىٰ (46) ( طه)
واللهم لك الحمد والشكر في ما قدرت وقضيت وأنت قلت في محكم كتابك أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (9) قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ ۗ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ ۗ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ (10) (الزمر)



ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

  حصــــــــــــار المفـــكــــريــــــن الاستراتيجية والاستراتيجية المضادة المطلوب الثبات بصلابة أمام" حصار الداخل والخارج: إن التص...