2016-05-12

جمهوريات الموز الطائفية في لبنان...


هل بدأت جمهوريات الموز الطائفية في لبنان في الظهور ؟




التطورات الحاصلة والمستجدة والتي ستحصل تعطي جواباً على سؤالنا، وبكل أسف، نعم هناك سعي حثيث وتطبيق دقيق لما تم تخطيطه ‏وبدء تنفيذه لتحويل لبنان الى جمهوريات موز طائفية، بسبب أنتهاء لبنان كدور، الدور الذي رسم عشية سايكس بيكو بأن يكون دولة ‏حاجز، وحدود مقتطعة من سوريا لإراحة الكيان الوليد أنذاك "إسرائيل"، لكن ما حصل مع مطلع السبعينيات، أحدث تحول جذري في ‏دور لبنان كحاجز لصد أي جنوح سوري بإتجاه، ولاحقاً ووفق مخطط هنري كيسنجر الذي رأى أن لبنان يصلح  كمنطقة إضافية لتأمين أمن إسرائيل وسوريا ‏بعيد حرب العام 1973، كما أن كيسنجر رأى آنذلك أنه يمكن من أجل تأمين أرضية لمؤتمر الحل لأزمة الشرق الأوسط آنذلك بأن يكون ‏هناك خطوط حمر بين إسرائيل وسوريا كضمان لهما معا، والمفارقة أن هذه الخطوط الحمر كانت على الأراضي اللبنانية،وأيضاً الغاء نموذج لبنان كدولة تعددية طرحه الفلسطينيين كنموذج لدولتهم أيضاً التعددية (يهود، مسلمين، مسيحيين). فكان إنفجار لبنان، فكانت الحرب الطويلة التي كادت تشعل كل شيء لتداخل وتشعب الامور بحيث أنها قاربت الخروج عن السيطرة، فكان اجتياح العام 1982، ولكن لم يطابق ‏حساب الحقل حساب البيدر، فكان لبنان للمرة الأولى ينتقل من موقع المتأثر إلى موقع الفاعل الأساس والركيزة لخروج مارد كان يقبع في قمقم، وكان أن تحول دور لبنان ‏كمحطة إستراحة لوجهة المتجهين إلى العمق العربي، أو محطة لإستطلاع قريب ومساحة تحضيرية لما قد يريده البعض في العمق ‏العربي، فأصبح لبنان مع الوقت؛ هو من يتولى القيام بالأفعال من ناحية القرار والتنفيذ في أي شأن في المنطقة العربية، وبشكل واضح وصريح ‏أصبح حزب الله ومقاومته في موقع الفاعل الأساس في سياسات المنطقة، وكذلك القادر على تغيير المعادلات كافة.

وبناء على ما تقدم، ففي معادلات الكبار، لا يمكن لبلد صغير ودولة مثل لبنان أن تلعب دوراً  ليس محدداً لها من الكبار، علماً أن لبنان قبل الحرب الأهلية عام 1975 كان ‏قد وصل إلى مستوى متقدم جدا على المستوى الاقتصادي والمالي رغما أنه كان يعاني خللاً بنيوياً في بنيته السياسية أضف إلى تحولات مجتمعية تختزن احتقان كبير، و‏تم تجيير هذا الخلل والتحول الاجتماعي للإستفادة منه لصالح مخطط كيسنجر، وأيضا لضرب هذا الدولة الصغيرة جداً التي كادت أن تصبح مركز العالم،علماً أن كثيرين كانوا يعتقدون وحتى اللحظة، أن مخطط كيسنجر تقسيم لبنان ولكن ذلك غير صحيح،وللاسف كان سوء فهم وإلتباس في فهم ماهية الخطوط الحمر المرسومة وهميا على خريطة لبنان ولكن على حساب سيادة لبنان الواهنة أساساً.

ومع الفشل لخطة 1982، ثم خطة ما بعد الطائف، بدأت خطة جديدة لمواجهة دولة  فاشلة لكن تضم قوة حكيمة وعاقلة برأيهم، وعشية ولادة الفوضى الخلاقة وعشية مئوية مخطط ‏سايكس بيكو، بدأت خطة ضرب سوريا مباشرة لإعتقاد المخططين أنهم بضرب سوريا سيرتاحون من عناصر القلق والإقلاق والمشاغبة، لكن ‏فشلت الخطة، وأزداد القلق والإضطراب وعمت الفوضى ليس الخلاقة بل فوضى فظيعة قد تطيح بكل شيء.

وسرعان ما تفتق العقل المخرب والشرير عن خطة جديدة ومبتكرة، بعد أن عرف وفهم المخطط أنه أخطأ في فهم من يواجه، ومن هو العدو الأساس لمخططاته، فعاد إلى هذا البلد الصغير ‏إلى لبنان، فهم أن ما زرعه في العقول من أن قوة لبنان في ضعفه، لم ينجح، جرب الحديد والنار، وجرب حقول من الجزر  “Carrots” ، ولم ينفع ذلك. وها هو يصيب الفشل تلو الفشل.

لكن العقل الشرير أبدع وابتكر، فكانت الخطة الجديدة لمواجهة العدو القديم الجديد التي تتلاءم مع حل للفوضى التي أوجدها، لكنه تورط في شر أعماله قادرا على ضبط إيقاعها أيضاً.

ومع إنشغالاته على مدى الشرق الأوسط، وانغماس الجميع في الأتون، بدأ بخطة نحو هذا البلد الصغير ولكن الذي أصبح الأكثر إقلاقاً والأشد خطورة على كل مخططاته...

بإختصر واضح، صدرت الأوامر :

" دمروا الدولة اللبنانية، دمروا قيم مؤسسات إقتصاد مجتمع إنسان ، دمروا كل شيء ، حولوا لبنان إلى جمهوريات موز طائفية، دمرواا البنى كافة ، إجعلوا لبنان جمهوريات ‏موز طائفية، وسلموا الأمر إلى المتعاونين قديماً وحديثاً، حطموا كل من يقف في طريقكم، إصنعوا قادة جدد، مارسوا كل ما تفتق عنه العقل من قصف للعقول، من تلاعب بها، ومن حرب ناعمة، وزعوا المال بشكل مدروس ودقيق"

قاموا برمي قنابل ‏وهمية، صنعوا قادة، دمروا قادة، إشتروا صغارا يطمحون، يجب أن يكون لبنان جمهوريات موز طائفية، ولا بأس أن تناحرت، فهذه ‏الدولة الصغيرة الفاشلة أصبحت عبئاً وعائقاً يقلق إسرائيل، هذا البلد أصبح قلقاً ومصدر إقلاق، وقوة قادرة، لقد تحول الضعف قوة هزمت البيدق المتقدم الذي لا يقهر....

وللاسف هذه الخطة بدأت تصيب نجاحاً وتحقق الأهداف، ولعل أبرز مظاهر النجاح، أن عوامل القوة بدأت تتأكل، والأخطر أن ‏عوامل أي قوة عندما من الداخل الى الخارج خاصة، فهذا أمر خطير جدا، فتصبح القوة قشرة خارجية والداخل أجوف، فتصبح أي نقرة قادرة على كسر وتحطيم هذه الكتلة القوية، لأن التأكل ضربها ‏في الجذور ونخرها، والأصعب معرفة ذلك وبنفس الوقت رفض الاعتراف بهذه الحقيقة....

لبنان، جمهوريات الموز الطائفية أخذت بالتشكل والتبلور بجهد حثيث وقوي داخلياً حيث يظن الكثر أنه بالنهاية حل لأزمات هذا البلد الدائم الإهتزاز دون السقوط ... وكذلك رعاية بسيطة غير مكلفة من الخارج، لكثرة المتعاونين الطموحين ...المحبين لإية جمهورية وحتى ولو كانت جمهورية موز...

مع الأسف ... أحببت الموز كفاكهة ... ولكني الأن أصبحت لا أحب أن أراها حتى لا أحزن لأن وطني يتحول الى جمهوريات موز ‏طائفية... في زمن أفول زراعة الموز على السواحل اللبنانية التي ستتحول مع الوقت الى منتجعات سياسية توفر الخدمات لفرق العمل العاملة في عرض بحر... جمهوريات الموز الطائفية.

للأسف ... لقد زحطنا ولم يسمي علينا أحد...ويهوذا الاسخريوطي فرحاً بحفنة الذهب...ولا أعتقد أنه سينتظر صياح الديك...مع رنين الذهب لا يسمع ولا يرى ولن يتكلم، علماً أنه نكر كل شيء منذ فترة طويلة جدا...

لمزيد من المعلومات والمعرفة :

جمهورية الموز هو مصطلح ساخر يطلق للإنتقاص من أو إزدراء دولة غير مستقرة سياسياً، يعتمد اقتصادها على عدد قليل من ‏المنتجات كزراعة الموز مثلا، ومحكومة بمجموعة صغيرة ثرية وفاسدة. ولا يزال هذا المصطلح يستخدم غالباً بطريقة مهينة لوصف ‏بعض حكومات بعض البلدان في أميركا الوسطى و منطقة بحر الكاريبي، بل يتسع ليشير إلى دول أميركا الجنوبية وآسيا وأفريقيا‎.
صاغ المصطلح في بادئ الأمر الكاتب الأميركي أو. هنري* للإشارة إلى هندوراس في ملفوف والملوك ( 1904 ، مجموعة قصص ‏قصيرة تجري أحداثتها فيأمريكا الوسطى ) ليطلق على الحكومات الدكتاتورية التي تسمح ببناء مستعمرات زراعية شاسعة على ‏أراضيها مقابل المردود المالي. أما الاستخدام الحديث للمصطلح فجرى ليوصف به أي نظام غير مستقر أو دكتاتوري، وبالأخص ‏عندما تكون الانتخابات فيه مزورة أو فاسدة، ويكون قائدها خادماً لمصالح خارجية
.
·   هو وليام سيدني بورتر (11 أيلول/ سبتمبر 1862 - 5 حزيران / يونيو 1910)، كاتب أميركي ينتمي إلى طائفة الكتاب الصعاليك في نيويورك، والكتاب الصعاليك هم الذين نشأوا في بيئات فقيرة.. وواجهوا مصاعب جمة وتنقلوا بين أعمال تافهة، وبورتر عمل موظفاً في مخزن للأدوية، ورساماً في مصلحة حكومية وناشر لمجلة فكاهية ،وصرافاً في بنك، إختلس بعضاً من عهدته فقدم إلى المحاكمة، وهرب إلى أن ضبطته الشرطة، فدخل السجن، وفي زنزانته بدأ وهو في الأربعين كتابة قصصه القصيرة. وبعد خروجه من السجن نشر ما كتب، وخلال ثمانية سنوات أصبح من أهم الكتاب مقروئية في الولايات المتحدة.


مشاركة مميزة

  حصــــــــــــار المفـــكــــريــــــن الاستراتيجية والاستراتيجية المضادة المطلوب الثبات بصلابة أمام" حصار الداخل والخارج: إن التص...