الاستخبارات الاميركية و أغتيال بشير الجميل
208- كان المستشار السياسي في السفارة الأميركية في بيروت حليم معماري يتردّد على مكتبي في بيروت، وهو صديق لي.
في 11 أيلول 1982، أتاني قائلاً: بشير نظيف ونزيه".
لم افقه المقصود بكلامه. خلال الحديث معه سألته عن تقويمه للأوضاع فأجابني: "بشير لا ينتبه لنفسه".
ذكرّته بنصائح الياس سركيس له، بالركون في مكان وعدم التنقّل بحرية على نحو ما كان يفعل، وأن الرئيس طلب منه اتخاذ القصر الجمهوري مقراً لاجتماعاته التحضيرية تمهيداً لتسلمه سلطاته، بعدما أصبح رئيساً منتخباً.
قال لي حليم معماري: "اليد التي ستقتل بشير أُطلقت في الشوارع. وهي اليوم تفتش عنه لتقتله"
سألته مَن يرجّح أن تكون، فأجاب:
- "خليط من القريبين من الزغرتاويين ومن الفلسطينيين".
- قلت: أن الزغرتاويين عاجزون عن الوصول إليه، وكذلك الفلسطينيين.
- كرر العبارة نفسها: “اليد التي ستقتل بشير أُطلِقت في الشوارع".
كنا قد نصحنا بشير مراراً بالتروي والتنبّه في حركة تجوّله خشية تعرّضه لاعتداء يستهدف حياته.
اليوم التالي، 12 أيلول، كنت في طريقي، زوجتي وأنا الى بعبدات، قلت لها في السيارة: -"يجب أن نعيش من الآن مع فكرة أن بشير قد يُقتل في أي لحظة"
استغربت كلامي وسألتني مصدر توقّعي أنه "رجل مطلع أكثر منا كلنا، وهو لم يقل كلمته عبثاً. كلنا نقول لبشير ان ينتبه إلى نفسه، لكن لكلام هذا الرجل دلالة مختلفة".
المصدر : إبراهيم نجار – الخيار والقدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق