2020-06-16

هذا ما حصل وهذا ما لم يحصل إلا إذا ... ؟ فكر شوي ...(منقحة)

ما حصل وما يجب ان يحصل في لبنان

بعيدا عن الوهم والخيال...

ارتفاع حدة الخطاب السياسي في لبنان في ظل الواقع المعيوش المزري، وفي ظل تصاعد الحديث عن ما يُسمى "الفتنة" وتصاعد الخطاب السياسي الطائفي الذي بلغ بالأمس مداه في التخريب من قبل ما يُسمى "الثورة" وكذلك ما يُسمى "الثورة المضادة" وإطلاق شعارات " هذه ليست ثورتنا" وأخير ما قاله مسؤول أو من المفترض أن يكون مسؤولا، وبشكل أدق أن يتفوه بكلام مسؤول واعي ولكنه خاطب جمهور قائلا " آن الأوان لندافع عن مدينتنا أمام جحافل الحاقدين على عاصمتنا الحبيبة، الحاقدين على الشهيد رفيق الحريري، وتحالف الحاقدين على السيدة عائشة حقداً عمره 1400 عاماً، ولم ينتبه..."

لماذا يحصل ما حصل قد يمكن الإجابة على التساؤلين فيما ستقرأونه أدناه، ولكن الجواب الأهم يجب أن يكون على سؤال يطرحه الشعب اللبناني الحقيقي : ماذا سيحصل؟ والمؤسف أن الشعوب الطائفية المذهبية تعيش التوهمات...وأعتقد أيضا من سيقرأ أيضا ما قمت ببحثه أيضا أدناه سيعرف ماذا سيحصل ؟ وأيضا كيف نبدأ ببناء وطن ودولة حقيقية...والله ولي التوفيق...إقرأ بصبر وتبصر...وسامحني على الإطالة لكن لضرورة الإفادة والإفهام كانت الإطالة...

يرى المؤرخ الأميركي كافين رايلي، حيث قال:" الناس لم يخلقوا المجتمع بعقد اجتماعي كما يتخيل المفكرون الوضعيون، ولم يحدث أن وافق أحد على الانضمام إلى المجتمع كما ينضم المرء إلى جمعية من الجمعيات، بل إن المجتمع – كما يبين إميل دوركايم – كالدين، يتقبل المرء تعاليمه وسلطاته لأنه عضو فيه.  والمرء لا يختار العضوية في المجتمع الإنساني. إن المجتمع والثقافة هما اللذان منحا الفرد إنسانيته وفرديته، كما أدرك سقراط وجان لوك، وشبيه بهذا ما ذكره ماكس فيبر أن الناس لا يطيعون القوانين لأنهم يوافقون عليها، فكثير من الناس يطيعون القادة بسبب سحرهم وشخصيتهم الكاريزمية أو قد يطيعون القوانين من باب الانقياد للعرف أو عدم الاكتراث البيروقراطي. وقد أدت معرفة أهمية العوامل اللاعقلية في المجتمع ببعض علماء الاجتماع من فلفريدو باريتو واختصاصيي العلاقات العامة والدعاية الحديثة إلى المناداة بالتحكم في عقول الناس والتمويه عليهم وهناك آخرون مثل جورج سوريل استخدموا الأساطير الشعبية أداة للثورة الاجتماعية".

دور الجماهير في الحياة السياسية هو أيضا، في جانب واضح منه، يبدو من نتاج الخيال. وهذا الوضع قسمة مشتركة بين السلطة والثوار. فالسلطة تتعامل مع المبدأ الذي يقول:"في الحقيقة لا توجد جماهير، بل هناك أساليب تمكن بها رؤية الناس على أنهم كذلك"  أما أعضاء الطليعة الثورية فيتملكهم خيال يكون أحيانا محض وهم مقنع بأن الجماهير في قبضتهم، ويتصرفون على هذا الأساس، ويقولن لأنفسهم دوماً: الناس معنا لكنهم خائفون وعلينا أن نشجعهم، وحين ينفجر الناس بالفعل غاضبين يهلل الثوار: ألم نقل إن الناس معنا. فإذا انحسرت عنهم القاعدة الشعبية، وراحت تخذل الثورة وتناقض نفسها، تعود الطليعة الثورية إلى إلهاب خيالها بتصورات، بعضها من قبيل الأمل أو الصبر، تذهب إلى أن الجماهير تصطف معها، وستطيعها.

 وعلى النقيض التام يتوهم الحاكم المستبد أن الناس يتفقون مع رؤاه طوال الوقت، بل قد يشحذ خياله أحيانا ليتصور أن الجمهور قد اندمج في القائد، أو وضع فيه ثقته، وسلمه مفاتيح أحلامه، وينتظر إشارة من إصبعه كي يفعل ما يريد، وهو "يتحكم في الأمر ظنا منه أن هذا في مصلحة شعبه، أو أن الظروف تتطلب هذا، وأنه في حاجة ماسة إلى هذا التحكم ولو لبعض الوقت حتى يصل إلى الخير الذي يسعى إليه ولا يصبر الناس عليه حتى يبلغه" .

هنا لا بد من الانتباه إلى أمر مهم، فالاستبداد " لا يعني في كل الأحوال انتهاك الحاكم للقانون، أو تحويل أفعاله وتصرفاته هو إلى القانون، إذ أن أغلب المستبدين يصنعون أو يرعون القوانين التي يقهرون بها شعوبهم، بل قد يعملون على إيجاد نظام قانوني شامل، وفق شرعية أو مشروعية شكلية، يتيح لهم الانفراد بإدارة كل ما يتعلق بالمجتمع" . وهنا لا بد للمستبد من أن يوهم شعبه بأنه يحترم الدستور والقانون. وأن ما يصدر عنه من قرارات هدفها تحقيق المصلحة العامة. وعملية الإيهام تلك تتطلب منه إطلاق قدر من الخيال كفيل بأن يجعل شعبه مقتنعا، أو على الأقل متماشياً أو متواطئاً مع هذا التصور.

وقد اعتبر رجال الدولة الكبار في كل العصور والعهود والبلدان كافة، بمن فيهم الأكثر استبدادا، أن في الخيال الشعبي أكبر دعم لسلطتهم، ولهذا جارَوه، وكان أكثرهم براعة في هذا "نابليون بونابرت" الذي قال ذات يوم في مجلس الدولة الفرنسي:" لم استطع إنهاء حزب الفاندي إلا بعد أن تظاهرت بأني كاثوليكي حقيقي. ولم أستطع الاستقرار في مصر إلا بعد أن تظاهرت بأني مسلم تقي. وعندما تظاهرت بأني بابوي متطرف استطعت أن أكسب ثقة الكهنة في إيطاليا. ولو أنه أتيح لي أن أحكم شعباً من اليهود لأعدت من جديد معبد سليمان" .

وهنا يقع الاثنان في حالة من الخيال المتبادل، فالحاكم يظن الشعب راضياـ أو يوهم نفسه بهذا، والشعب يوهم نفسه أحيانا بالرضا لأنه غير قادر على تحمل ثمن التذمر. فكل فرد يتخيل أن الذي يمشي إلى جواره في الشارع، أو يجلس إلى جانبه في المقهى، أو يقطن بجواره في البيت، أو يجلس مقابله في مكتب العمل لن يشاركه الغضب إن تمرد. ويؤدي هذا التخيل دوما إلى إعاقة الحراك السياسي، الذي قد يأتي في شكل مظاهرة أو احتجاج أو انتفاضة أو هبة أو فورة أو ثورة.

ووقتها سيجد الجمهور ما ينفس به عن مكبوته، ويفرغ فيه همه وشجنه، حين يغرق في خيالات مصطنعة قد تكون رجاءً دينيا أو ديمقراطية شكلية، ليعوض بها بؤسه السياسي، أو يواجه القهر الذي يمارس ضده من سلطة ترفض مشاركته .

 في المقابل، قد يتخيل الحاكم المستبد أن الشعب قد صمت إلى الأبد، والرأي العام قد مات، وأن الأمور قد دانت له تماماً، إلى أن يفاجأ بانفجار الناس في وجهه، ووقتها سيعجز خياله عن تصور خروج ناجع من أزمته، لأن ما يجب عليه أن يتخيله وقتها يتناقض مع خيالاته السابقة، التي لا يريد أن يدرك أنها كانت أوهام.


ولو انفجر الناس غاضبين وفاضوا في الشوارع والميادين فإن الخيال لا يموت، بل يستيقظ في طور جديد، عبر عنه عالم الاجتماع "تارد" حين اعتبر في كتابه "قوانين المحاكاة" أن السلوكيات الاجتماعية تنشأ من الإيحاء المتبادل أو المحاكاة التي تشبه المشي في أثناء النوم، ويكون الجمهور فيها في حالة تنويم مغناطيسي، أو يعيش في شكل من أشكال الحلم، حيث يكون كل فرد عائشاً تحت سيطرة الحشود التي تتصرف بلا وعي .

ولهذا الرأي أساس ورد في كتاب "سيكولوجية الجماهير" للطبيب وعالم الاجتماع غوستاف لوبون، حيث قال:"الخيال الخاص بالجماهير كخيال كل الكائنات التي لا تفكر عقلانيا، مهيأ لأن يتعرض للتأثير العميق. فالصور التي تثيرها في نفوسهم شخصية ما أو حدث ما أو حادث لها نفس حيوية وقوة الأشياء الواقعية ذاتها. فالجماهير تشبه حالة النائم الذي يتعطل عقله، ويترك نفسه عرضة لانبثاق صورة قوية ومكثفة جدا، ولكنها سرعان ما تتبخر على محك التفكير. ولما كانت الجماهير غير قادرة لا على التفكير ولا على المحاكمة العقلية، فإنها لا تعرف معنى المستحيل أو المستبعد الحدوث. ونحن نعلم أن الأشياء الأكثر إستحالة هي عادة الأكثر إدهاشاً وتأثيراً" .

وبناء على هذا يقر لوبون في إطار تصوره لخيال الجمهور :

1-   ما دامت الجماهير عاجزة عن التفكير إلا بواسطة الصور، فإنه لا يمكن جذبها والتأثير فيها إلا عبر الصور التي يجب أن تكون مؤثرة وصريحة وخالية من أي تأويل جانبي، وغير مصحوبة إلا بوقائع ساحرة عجيبة كالنصر الكبير، أو المعجزة الكبرى، أو الجريمة المدوية، أو الأمل المفرط.

2-   ليست الوقائع في حد ذاتها هي التي تؤثر في المخيلة الشعبية، بل الطريقة التي تعرض بها هذه الوقائع، فتقديمها مكثفة سيؤدي إلى إيجاد صور أخاذة تملأ النفوس.

3-   أحيانا تكون العواطف المستوحاة من الصور قوية إلى درجة أنها تميل إلى التحول إلى ممارسة وفعل تماما كالمقترحات العادية.

4-   أدى اندهاش الجماهير حيال الساحر والأسطوري من الأحداث إلى أن يكونا هما الدعامتين الحقيقيتين للحضارة، وبذلك أدى الخيالي دوراً أكثر أهمية من الواقعي في حركة التاريخ.

5-   من الخيال الشعبي نبعت قدرة القادة الفاتحين والغزاة. وتشكلت قوة الدول، حيث جُيشت الجماهير الغفيرة حول الأديان والأيديولوجيات والغزوات أو التوسع الإمبراطوري.

في هذا الاتجاه يصبح المتخيل، الذي هو نشاط جمعي يقوم على تصورات وجدانية غير حقيقية وغير واقعية، ساكناً، في جانب مهم منه، في قلب التاريخ، لأنه يجد فيه تصورات أثيرة، ويستمد منه وقائع لم تحدث، وشخصيات لم توجد، وأحداثا مختلقة وسيراً مركبة أو منتحلة، وبطولات وهمية، تعينه في مجاراة الحاضر.

وقد عبر نيكوس كازانتزاكي عن هذا الوضع ببراعة في روايته الشهيرة "زوربا"، من خلال هذا الحوار:

"دع الناس مطمئنين، أيها الرئيس لا أعينهم، إذ فتحت أعينهم، فما الذين سيرون؟ بؤسهم. دعهم إذن مستمرين في أحلامهم.

وصمت لحظة، وحك رأسه، كان يفكر، وأخيراً قال: إلا، إلا إذا... ماذا؟ دعنا نرَ قليلاً. إلا إذا كان لديك، عندما يفتحون أعينهم، عالم أفضل من عالم الظلمات الذين يعيشون فيه الآن، ألديك هذا العالم؟

لم أكن أعرف، كنت أعلم جيدا ما سيتهدم، لكني لا أعرف ما الذي سيُبنى فوق الأنقاض" .

وعلى سبيل المثال، يبدو الخطاب السياسي العربي في مجمله موجها، في الأغلب الأعم، إلى جماهير تعيش في التاريخ المتخيل، لذلك ينشط هذا الخطاب بالمتخيل الجمعي لا بالخيال الفردي، وهناك أمثلة ناصعة على هذا، من بينها الخطاب الطائفي بين الخصوم السياسيين، الذي يقوم في الأساس على استدعاء المتخيل التاريخي لصراع الطوائف السياسي والديني وقذفه إلى قلب الحاضر، عبر استعماله في البرهنة على المواقف الآنية، والكيد للخصوم، وإيجاد الملاذ اليسير للأتباع.

والسياسي عموما، في صراعه المرير على الموارد والسلطة، يستعمل "المتخيل" إن فقد الخيال، فيستعيد التاريخ، ويعود بالواقع إلى الوراء، وقد يلجأ إلى تحريض الجماهير على القيام برد فعل قاس ضد كل من يصنفهم مخيالها الجمعي بأنهم أعداء .

إن المخيلة، إضافة إلى التفكير والمشاعر، تعد هدفا مهما للتلاعب بالوعي، لأنها ترتبط أكثر بالهواجس التي تحدد نصيبا كبيرا من سلوك أفراد المجتمعات البدائية، وهي عرضة للتأثر بأشياء من خارجها، وتخلف مخاطر نفسية تكون أحياناً أشد إثارة للرعب من الأوبئة والزلال، و"من هنا نفهم أنه للتحكم بسلوك الناس من المهم جدا التأثير في العمليتين المرتبطتين بالمخيلة، وهما إنتاج الصور انطلاقا من الواقع، وإنتاج استراتيجية السلوك وتكتيكه انطلاقا من الصور الناشئة عن الوعي" .

وترتبط لعبة التخيل بدرجة تلبية حاجات الإنسان، فالحاجات الملباة لا تثير المخيلة ، أما إن انتقص من الإنسان شيء، فتبدأ صورة هذا الشيء تتراءى لمخيلته، ويشرد ذهنه في كيفية الحصول عليه، وبذا تصبح حاجات الناس أداة قوية للتحكم في مخيلاتهم، وأحيانا يلعب المتلاعبون بوعي الناس إلى درجة جعلهم يشعرون بالاستياء الشديد والإحباط والقمع وانسداد الأفق، بما يغذي "المخيلة السلبية" بالتهيوأت والاحلام والآمال، وعندها سيتركز كل انتباههم على الحاجة غير الملباة، ما يلهيهم عن الأشياء والحاجات والقضايا الأخرى التي تكون أهم بكثير. وبالتالي يتمكن المُتلاعب من تغيير سلوك من يتلاعب به واستبدال برنامجه، وتحديد جدول أولوياته، وإجباره على أن يرغب فيما لا يرغب فيه، وهو ما يبرز في أعلى صوره في الدعاية السياسية والدعاية التجارية .

وبناءا على ما تقدم، يؤثر الخيال تأثيراً كبيراً في تحديد حركة الأحداث بشكل عام، إذ أنه "كثيرا ما تخرج محاولات تصحيح الأوضاع المعوجة، ودفع حركة التاريخ، من الخيال، أكثر من خروجها من قلب التحليل الطبيعي لسير الأحوال... فكل فكرة خرجت من خيال أصحابها، وكثيرا ما برزت الأماني وتطور الخيال من قصة اضطهاد متكررة وخسائر مستمرة" .

وعلى نطاق أضيق تلجأ بعض الأحزاب السياسية إلى نوع من الإيهام بأنها تمتلك برامج قوية معبرة عن مصالح القاعدة العريضة من الجماهير، وأن لها أنصاراً في كل مكان، وقدرة فائقة على صناعة البدائل في السياسات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية والعلاقات الدولية، ولهذا تسارع إلى تبرير إخفاقاتها بالحديث عن التضييق الذي تمارسه عليها السلطة، وهي في هذا لا تخالف الحقيقة كل الوقت، أو عدم رغبتها في الإستحواذ، أو أنها تعبئ إمكاناتها لجولة أخرى حاسمة. وتجد أحيانا من يصدق روايتها، ويستمر في مساندتها، ويردد تصوراتها النابعة من الأيديولوجية التي تشكل إطاراً لعملها. وحتى لو لم تكن تمتلك هذا الإطار فإن تصريحات القائمين عليها تشكل مادة جيدة للإيهام المطلوب.

وحتى على مستوى التحليلات السياسية، كثيرا ما يجد المحللون أنفسهم في حاجة إلى استعمال خيالهم في التخمين والتكهن واستكناه ما وراء المعاني الظاهرة، لا سيما حين يواجهون نقصا في المعلومات، أو مواراة ومداراة في خطاب السلطة، أو تضارب في الروايات المتداولة، أو رغبة في تبني رؤية متجاورة للسائد والمألوف الذي يجري تدويره في وسائل الاعلام.

وهناك صحافيون وكتاب يستعملون نوعا من الإيهام ليوحوا للجمهور بقربهم من السلطة، أو ضلوعهم في صناعة القرار، ويفرض عليهم هذا الادعاء أن يطلقوا خيالهم السياسي كي يصدق من يقرأون لهم أنهم عالمون ببواطن الأمور، فيختلقون وقائع وأحداثا، ويطرحون تكهناتهم وتصوراتهم على أنها معلومات موثوق بها.

لكن حتى لا يكون الخيال وهما أو أضغاث أحلام، يجب أن يقوم على أسس علمية سليمة، لن تمنحنا بالقطع فرصة توقع كل شيء كما سيجري في المستقبل من دون تغيير ولا تبديل ولا تحوير، فلا يعرف الغيب كاملا إلا الله، لكنها ستقربنا من إدراك الآتي، وبالتالي تعطينا إمكان أن نستعد له على أفضل وجه ممكن.

لذلك فأن دراسة المستقبل تتطلب استيعاب الماضي وفهمه العميق، وكذلك فهم الدقيق والمتكامل لكل ما يدور في الحاضر، وتوظيف كل عناصر المعرفة الممكنة.

كما يجب الإلتفات إلى الأفكار التي أدت دورا عميقا في بناء مستقبل الأمم، وكانت للفلاسفة والمفكرين والحكماء مكانتهم في صناعة مجدها، وعمد الساسة إلى تحويل الأفكار والقيم المتماسكة إلى إجراءات وقرارات.

وبناءا على ذلك نضيف فالعلم والمعرفة يجب أن أساس أي تغيير كان، ولتكن لنا عبرة في فيليب المقدوني الذي اطلق مشروعاً جسوراً يرمي إلى هدم الإمبراطورية الفارسية، وكان خياله جامحا وقتها حد الجنون، إذ بدا ما كان يعتزم الإقدام عليه، في نظر من حوله، ضربا من المستحيل. فمقدونيا كانت مجرد مملكة بائسة من ممالك البلفان، بينما كان الفرس على درجة فائقة من القوة في كل شيء.

وفي بناء مشروعه هذا لم يكتف المقدوني بتكوين قوة عسكرية، أو تنظيم جهاز إداري كفء ومتماسك، إنما فعل ما لم يتوقعه كثيرون، حيث استقدم الفيلسوف الكبير أرسطو طاليس، ليكون مربيا لإبنه، الإسكندر، الذي لم يكن ينام إلا وتحت وسادته نسخة من الإلياذة، بشرح أستاذه أرسطو. وحين أقدم الأستاذ على تدوين معرفته غضب التلميذ، لأنه كان يريد أن يستأثر بالعلم بنفسه، وألا يصل إلى عموم الناس. وكان الإسكندر يقدر أرسطو إلى درجة أنه قال ذات مرة: لو خيروني بين مملكتي التي صارت شاسعة وبين العلم الذي تلقيته من أرسطو لاخترت العلم من دون تردد.

وزبدة الحكي، لا تثيروا الجماهير بالخيال أو بإثارة "المخيلة السلبية"، إستخدموا الخيال والأفكار والعلم والمعرفة في خلطة متناسبة متناسقة فمن المؤكد ستكون النتيجة باهرة...

رجاءا... صوب أهدي لنا عيوبنا إن وجدت

أن كنت وصلت الى هنا، فأتمنى منك تزويدي بالعيوب أو  برأيك أو ملاحظاتك خطياً على بريدي الالكتروني. nchams@gmail.com  أو عبر صفحتي الفايسبوك Nassib Chams أو عبر الواتساب على الرقم : 009613432334

وتفضلو بقبول فائق التقدير والاحترام

                                                                                                                              نسيب شمس (أبو نادر)

 


ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

  حصــــــــــــار المفـــكــــريــــــن الاستراتيجية والاستراتيجية المضادة المطلوب الثبات بصلابة أمام" حصار الداخل والخارج: إن التص...