2020-06-07

قصة مئذنة مسجد ...في 6 حزيران...انتصار كاذب لمهزوم...


قصة مئذنة مسجد ... في 6 حزيران ...
قصة عبث متمادي ...وهزائم متناسلة

ما تشهدونه مئذنة مسجد... هذه المئذنة لطالما كانت الشاهدة  على الكثير من مآثر الشعوب الطائفية المذهبية المتخلفة الجاهلة...في وطن مستحيل...





فمنذ السبعينيات كانت تلك المئذنة شاهدة، فها هي تشهد لما حصل في ظلالها عام 1975 ذاك اليوم الذي اتفق على تسميته "السبت الأسود" يومذاك كان هناك حاجز يوقف السيارات والباصات ويطلب من المسيحيين أن يترجلوا ومن المسلمين أن يذهبوا إلى بيوتهم بآمان، لكن كثر من المسلمين رفضوا أن يذهبوا إلا برفقة المسيحيين، ورغم ذلك ذهب ضحايا كثر من مسلمين ومسيحيين...ودارت دوامة الحرب ...

استعراض قوات "المرابطون" في ظلال المئذنة

وفي ظل هذه المئذنة، إنفجرت تلك السيارة المفخخة لينهار نصف المبنى الملاصق لها عام 1982 ...وقيل أن السيارة هدية من الإنعزاليين - المسيحيين.

ومن مكان ما في ظل تلك المئذنة، ومن "صوت لبنان العربي" صدحت أغنية "سامي كلارك" أغنية "تامي خليكي هون" لتكتمل الأغنية...ويتم إتخاذ قرار بث خبر عاجل عن غارات "الطيران الحربي الإسرائيلي" على مدينة "كميل شمعون" الرياضية، أو "المدينة الرياضية"...وليبدأ عصر إسرائيلي...




وفي ظلال المئذنة وخلف هذه المئذنة كان مقر قيادة "حركة الناصريين المستقلين – المرابطون" التي تصدت للقوات الإسرائيلية على محور المتحف أثناء الإجتياح الاسرائيلي عام 1982.

جيش العدو الاسرائيلي في ظلال المئذنة
وبعد خروج المقاومة الفلسطينية وقوات الردع العربية، وفتح المعابر وتنظيفها من قبل شركة "اوجيه"، واغتيال رئيس الجمهورية المنتخب بشير الجميل تقدمت القوات الإسرائيلية واستقرت تحت ظلال هذه المئذنة ظهراً، حيث وقف مُقابلها ذاك القائد "إبراهيم قليلات - أبو شاكر" مقابل مسجد هذه المئذنة بين الناس ناظراً إلى مقره مُحتلاً، فتقدم منه ذاك المصور (...) وأعطاه كاميرا ليبدو مصوراً حتى لا يعتقله جيش "العدو الصهيوني"، وبسرعة إنسل القائد بين الناس وأختفى...

السُنّة والشيعة في ضلال المئذنة رفضاً للهيمنة واتفاق الذل

وبعد حين بدأ ما سمي "مغامرة الإنقاذ" أو "عصر الهيمنة" فبدأت المئذنة تصدح بصراخ ذاك "الشيخ عبد الحفيظ قاسم" ضد نظام الهيمنة، وكانت خطبه النارية أيام الجمع تصدح، وكانت المئذنة الشاهدة تظلل جموع المُصلين من السنّة والشيعة...والصراخات الرافضة لإتفاق الذل ..إتفاق 17 أيار...تخترق الآذان... وتكاد تحجب صوت مؤذن الصلاة...

الجيش في ظل المئذنة عام 1983
وفي ظل هذه المئذنة دخل جيش البلاد يوماً مقتحماً ضد أبناء البلاد المنتفضين في خريف عام 1983، في بروفة لما سيحصل بعد حين ...


وحان الوقت ...وسرعان ما استظل تلك المئذنة شباب إنتفاضة تلك الأيام من شباط 1984.  



وذات صباح تقدمت قوات "الحزب التقدمي الاشتراكي" نحو ظلال تلك المئذنة الشاهدة لتقضي على العملاء من "المرابطون"... وليسقط "سعد حلاوي" الاشتراكي في لغم أرضي زرعه مقاتلي "المرابطون" وتبقى "هيفا في حالة انتظار..." سعد غنى "يا هيفا انطريني"...كما بقيت كرة القدم في الملعب تنتظر أيضا سعداً....ولكن "سعد حلاوي" كان قد استشهد في ظل تلك المئذنة الشاهدة يومذاك...



وبقدرة عبيد القادر القدير تم تبويس اللحى...ولكن بسرعة تقدم آخرون ليستظلوا تلك المئذنة الشاهدة فدارت المعارك، بسبب إفراغ مخزن رصاص في جسد شاب عريض المنكبين من حرس حامل أمانة ما... وإسمه الحركي "ط..." ورغم الطلقات الثلاثين التي أصابته يومذاك ما زال ليومنا هذا يحيا سعيدا ...وانتهت بانتصار المعارك يومها...وذهب "أبو ربيع" مضرجاً بدمائه على إلتباس أبدي ومجهول القاتل...وذهب "صوت لبنان العربي"...وذهب صوت "فاروق درزي" عام 1985 ...كما ذهب "ابن البلد" فقد عاد إلى ضيعته في الجنوب، محتضناً من بيئته... أما رفيق(...) كاتب "ابن البلد" فاستمر في البحث عن المتاعب ...

...وغابت "صوت لبنان العربي" وبقي عامود الارسال...في ظل المئذنة
وبعدها جاء زمن الإعمار وفي ظلال المئذنة جاء الرفيق على صهوة الانتخابات واعداُ بربيع ما...



 وجاء زمن التحرير... لكن "ابن البلد" ... ابن "حولا" لم تره تلك المئذنة يعلن إنتصاره...في ظلالها...

احتفلوا بعيدا عن ظلال تلك المئذنة...

ولكن بعد حين جاء عيد العشاق و شبط اللباط شباط فاستشهد الرفيق فارتفعت الصرخات والقبضات "يا ثارات الرفيق"... وراح البلد بين 8 و 14 آذار ... وسرعان ما أصبحت المئذنة شاهدة على خط تماس ما بين طريق الجديدة والمزرعة عفواً "بربور" الذي سرعان ما تحول خط التماس أبو شاكر - بربور  في ذاك الشهر شهر من نوار إلى ساحة مُنازلة ضد صهيون...

وشيشة مقاتل في ظلال المئذنة...

 اليوم أي عشية ليل 6 حزيران ...في ذكرى الغزو الإسرائيلي للبنان ...تمدد الليل وبدأت إعادة الفيلم...فشاهدوا كيف تم الانتصار على الغزو في ذكراه...


فيديو ما جرى في 6 حزيران 2020 في ظل المئذنة الشاهدة

وقف "صهيون" في ظل المئذنة ومن قبل تل أبيب يشاهد انتصاره في بيروت ويتذكر ظلال المئذنة...ضاحكاً فرحاً بما أنجز...وعرف أنه لا يُهزم أبداُ...


وبقيت هذه المئذنة شاهدة على كل شيء...

     هذه قصة مئذنة...

 هي مئذنة مسجد "جمال عبد الناصر"...



"جمال عبد الناصر" ذاك الزعيم الذي رعى يوماً قمة عربية ...سميت "قمة الخرطوم" أو كما يحلو للبعض تسميتها "قمة اللاءات الثلاث" قمة "لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض"...لكنه رفض بشدة اللاء الرابعة "لا لتفاوض منفرد" ...ولكنه قبل الرحيل وبدون تردد وافق على "مبادرة روجرز" التي عبدت الدرب أمام "أنور السادات"...وللقصة تتمة ... ومعلومات مثيرة...

جمال عبد الناصر يراقب ...

أما اليوم وفي ظلال هذه المئذنة ما زال الخوف والقلق يسكن حياتي على وقع أزيز الرصاص وصرخات "الله آكبر"...من أنصار عائشة وعلي...ورصاصهم...مستمعا على صراخ طفلتي من الخوف وهي متكورة في زاوية الممر الداخلي ... الذي يشبه ذاك الممر الذي عشت أيضا ردحاً من الزمن... فيما يستمر الوطن في النفق الطويل المظلم...ويستمر أمراء الطوائف وسعادين البزنس وتجار الدين وسماسرة النفط والعقار في ترديد شعارات "العيش المشترك" و"حماية الصيغة" عدا عن تحذيراتهم من الفتنة...ولعن من يوقظها...للأسف...ونحن ما زلنا خانعين ...

الفيديو المرفق أصدق تعبير عن ما عشنا أمس ...

ولكن لا شك أن عين الله ترى...

"الله اكبر" على الظالمين المنافقين..."الله أكبر" على عبدة كفرة يؤمن بآلهة من لحم ودم وحقد...



ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

  حصــــــــــــار المفـــكــــريــــــن الاستراتيجية والاستراتيجية المضادة المطلوب الثبات بصلابة أمام" حصار الداخل والخارج: إن التص...