الترياق لـ "كورونا" لبنان...الخلاص...
الى ما تبقى من شعب لبنان الأصيل...
في ظل ما نشهده ونعيشه من أزمات متعددة
متناسلة دون توقف...
في ظل ما يجري ومن يرى بأننا على أبواب
النهاية...
في ظل شعور كُثُر بإنسداد الأفق...
في ظل الأزمات
السياسية والأزمات الاقتصادية والمالية وصولاً إلى الوضع الحالي ... وفي ظل ما
فرضه وباء فيروس "كورونا"...
أتوجه لكم، يا
من تبقى من شعب لبنان الأصيل الذي لم يتشظ ويتماه مع شعوب لبنان الطائفية المذهبية
المتخلفة الجاهلة...
في ظل ما
وصلنا إليه، وخاصة إنهيار المناعة الوطنية، وفي ظل ما نعيش من الأزمة الأخطر وهي
إنهيار الأخلاق والقيم وإنعدام تام لشعور الانتماء الوطني الجامع، عدا عن العقم
السياسي بسبب الممارسات الخاطئة والمتراكمة، وتحت وطأة خلل بنيوي في الدولة منذ
زمن طويل يقارب المئة عام أي منذ ولادة هذا اللبنان الكبير...
لعل الأخطر
والأصعب هو ما نقوم به بحق أنفسنا، وبحق أبناءنا وأحفادنا من ممارسة الانقسام
والتشظي خلف أفكار ومعتقدات وسياسات لا تصنع وطن ولا حتى دسكرة...ولا تسمح بقيام
دولة أيضاً وحتى دويلة...
كما أننا
نُقدم على أفعال مبتكرة في قتل أنفسنا بأحدث المبتكرات وآخرها تكنولوجيا المعلومات
والتواصل، عدا أننا نستخدم كل ما وهبنا الله في سبيل الخروج عن طاعته بممارسة
التفرقة والتنابذ والتحارب في سبيل لذة عابرة...وتفاخر فارغ...
نمارس التدمير
الذاتي الإرادي بوعي وعزم دون أي رادع أو وازع أخلاقي...
للأسف واقعنا
مزري، وماضينا مؤلم...والأسوأ جعلنا المستقبل يزداد غموضاً بكل قسوة وكأننا مدمني
لعق دماءنا ودماء أبناءنا وأحفادنا لمجرد نشوة انتصار على أنفسنا...
للأسف، بعد
بحث ومتابعة وسعي منذ لحظة حياة الوعي عندي، وكمواطن لبناني مسؤول رأيت في ظل ما
نعيش أن اطلق هذه الصرخة التي قد تكون الأخيرة بالنسبة لي لعلها تصل إلى مسامع من
أفتديتهم ومن أفديهم من أبناء وطني...
صرخة أخيرة،
قبل أن أموت بحسرتي على وطن دائما كان حلماً، وطن سعيت منذ الوعي إليه بكل ما
أوتيت من علم ومعرفة ليكون وطن نهائي لجميع أبنائه...
أريد أن أتقدم
بشيء ... باقتراحات... بأفكار... قد تكون مفيدة في هذه اللحظة التاريخية، علماً
بأنه مهما حصل فاليأس ممنوع، فلا بد أن الآتي أفضل لأن وعد الله وعد حق..
أما بعد،
أرى أن نبادر
الى العمل التطوعي الطوعي لتقديم كل مساعدة ومساندة لبعضنا البعض كل في مجال
اختصاصه ومجال عمله وبشكل تبادلي، من أجل تأمين حاجات عوائلنا وأبناء وطننا كل
وطننا.
كما أنه لا بد
من العمل لتحقيق هدف وطني وهو مطلب بل ضرورة للبنانيين الشرفاء، وهو أن نرتقي إلى
أن نكون في خدمة وطننا الواحد الموحد بعيداً عن الطائفية والشرذمة والتفرقة
الحاصلة، فنحن اليوم وفي ظل ما نعيش من الأخطار والانهيارات بأنواعها كافة، لا بد
أن يكون ردنا رداً بحجم المآسي، أي ان نتكاتف ونتآزر ونتوحد ونترفع عن السياسات
الضيقة والمصالح المتضاربة، علماً أننا أمام فرصة قد تكون أخيرة لبناء وطن ودولة
تليق بمستقبل أبنائنا وأحفادنا.
إننا جميعاً
ولأول مرة نواجه ليس خطراً واحداً يهددنا جميعاً، بل أخطاراً عديدة، ولعل الخطر
الداهم الحالي لا يهددنا وفق الهوية أو الديانة أو المذهب أو القومية أو الحزب،
خطر لا يعرف الفوارق الطبقية ولا اختلاف المستويات العلمية والثقافية والفوارق
المهنية وكذلك هي أيضاً الأخطار المحدقة بلبنان.
لذلك، لا بد
من الانتقال الى المبادرة الى الفعل الجماعي وإن عن بعد، وإن من داخل الحجر الصحي
الذي نعيش، وفي ظل ما فرضته الحكومة، لا بد أن نبادر الى فعل التواصل والتعارف
والقراءة لنعرف أكثر ما نكتنزه من خيرات ومواهب تجعلنا نتخطى كل أخطار وليس فقط
خطر فيروس كورونا...
فمثلا: لماذا
لا يبادر أي شخص الى ممارسة التواصل الإيجابي مع مصاب يعيش في الحجر الصحي، ويُبعد
عنه شعور الوحدة واليأس، ويعطيه أملاً بغد أفضل...
ألم يحن ليخرج
كثر من اللبنانيين من الجحور الطائفية والمذهبية إلى رحاب المواطنة الحقيقية...ألم
يحن الوقت لنمد أيدينا لبعضنا البعض... ألم يحن الوقت لنعرف أكثر كم نحن متشابهين،
لنعرف أننا كلنا عيال الله...أننا كلنا من تراب وإلى التراب ستعود أجسادنا جميعاً
إلى نفس التراب تراب هذا الوطن...ألم يحن الوقت لنعرف أننا جميعا خلقنا من روح
واحدة... من نطفة واحدة...ألم يحن الوقت أن نرتقي الى رتبة مواطن لبناني لا أن
نبقى مجرد تابعين أو رقيق لدى تجار فجار الهيكل.
ألم يحن الوقت
لنخرج من أحقاد متجذرة من ماضي مجهول وغامض، وسياسات حاضر ملتبس إلى رحاب مستقبل
لا شك أنه أفضل... أن نخرج من التعسر إلى اليُسر...أن نخرج من قوقعاتنا من محاجرنا
الطائفية المذهبية...ألم يحن موعد معرفة أننا من نسل واحد ...من أم وأب...من آدم
وحواء جميعاً... ومهما حملنا وريقات ثبوتية تحتوي معلومات نحن من كتبها وليس أحد
سوانا...
لا شك إننا
قادرون على النجاة، لكن طوق النجاة يجب أن نتلقفه، ولعله ولأول مرة منذ الاستقلال وبعد مئة سنة من ولادة
لبنان الكبير نشعر باليأس، ولكن الحقيقة أننا أمام لحظة مخاض وطني لولادة جديدة
لوطننا... اليوم لدينا حكومة ولأول مرة تسعى بصدق وشفافية إلى وطن ودولة ولا أعتقد
أن هناك في ظل هذا العصر عصر المعرفة من يستطيع أن يُخفي نياته السوداء، ونحن
قادرون الأن أن نعرف الصادق من المنافق في الانتماء الوطني والعمل والخدمة من أجل
لبنان ومن أجلنا جميعاً نعم جميعاً.
لذلك لا بد من
مؤازرة المحاولة التي قد تكون الأخيرة ليكون لنا وطن ودولة فلنكون في هذه اللحظات
مستعدين كمواطنين... كشعب لبناني لمؤازرة حكومتنا، لنكون شعب، وأن لا نبقى شعوب
طائفية مذهبية متخلفة جاهلة غبية تقدم فروض الطاعة والخوات وقوتها وفلذات أكبادها
لأمراء طوائف وسعادين بزنس وتجار دين وسماسرة نفط وعقار وأساتذة جهل عالي...
كونوا على قدر
تحدي ولادة وطن يليق بكم وبأبنائكم وأحفادكم...وإلا فارحلوا إلى الجحيم دون منّة
أو لومة لائمٍ إن كنتم على ما تفعلون وتؤمنون مصرّين...فلا ساعة مندم...
لا بد من
التحصن بالمحبة الصادقة والايمان الحقيقي في ظل نوايا صادقة، لننجو ولا بد من
النجاة...
الله وعدنا بالنجاة والخلاص أن كنا مؤمنيين
صادقين... فلنؤمن بمحبة بعضنا بعضاً ليكون لنا وطن وطن الانسان وطن يليق بنا
...وطن لأبناءنا وأحفادنا جميعا نعم جميعا لنكن مواطنيين لبنانيين وليس أكثر ولا
أقل...
هناك تعليق واحد:
التوكل على الله تعالى
إرسال تعليق