2017-11-10

لماذا اصبح "القط يحب خناقه" فجأة ؟ والشرق الأوسط في لحظة فشة الخلق...

لماذا أصبح "القط يحب خناقه" فجأة ؟

 والشرق الأوسط في لحظة فشة الخلق...



تلقى لبنان أواخر الشهر الماضي دعوة إلى اجتماع يعقد في الولايات المتحدة الأمريكية لرؤساء أركان الجيوش المشاركة في التحالف الدولي لمواجهة الإرهاب، الذي تشكل لمواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية". وهو اجتماع دوري سنوي، ولكن صحيفة هآرتس كتبت  أن قائد الجيش اللبناني جوزيف عون قاطع الاجتماع؛ وذلك بسبب مشاركة “جادي أيزنكوت” رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، وأضافت "هآرتس" أن رئيس الأركان اللبناني وصل للعاصمة الأمريكية، واجتمع مع رئيس أركان القوات الأمريكية، إلا أنه قرر في اللحظة الأخيرة عدم حضور الاجتماع المذكور بسبب حضور الضابط الإسرائيلي.

وكانت الولايات المتحدة قد أسست هذا التحالف من عدة دول في المنطقة العربية أو خارجها في آب /أغسطس 2014، بعد إعلان تنظيم الدولة ما أسموه "الخلافة الإسلامية"، والتمدد الكبير في العراق وسوريا. ويجتمع رؤساء أركان جيوش الدول الأعضاء في اجتماع مع كبار قادة الولايات المتحدة، لتقييم العمليات وتوزيع الأدوار ورسم الخطط المستقبلية. في اجتماع هذه المرة تلقت إسرائيل دعوة بالحضور من رئيس هيئة الأركان المشتركة في الولايات المتحدة الجنرال جوزيف دانفورد، وبالتالي تم
تغيير مكان اللقاء للسماح بمشاركة رئيس الأركان الإسرائيلي غادي أيزنكوت. ‎‎وقال الخبير الأمني بصحيفة “معاريف” الإسرائيلية يوسي ميلمان، "هذه المرة الأولى التي يحصل فيها تطور نوعي يلتقي بموجبه قائد الجيش الإسرائيلي مع نظرائه من قادة جيوش الدول العربية المشاركين بهذا التحالف العالمي". وأضاف الخبير الأمني، أنّ من بين الجنرالات المشاركين قادة جيوش مصر والأردن والسعودية والإمارات، بجانب بلدان غربية من بينها أعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) وأستراليا وغيرها. وما كان الاجتماع ليأخذ حيزًا كبيرًا من الاهتمام باعتباره أمرًا معتادًا، إلا أنّ مشاركة إسرائيل أثارت العديد من علامات الاستفهام حول الهدف من هذه الخطوة التي تحدث لأول مرة. وخاصة في ظل إصرار أمريكا على دعوة إسرائيل الذي اثار الكثير من الشكوك حول وجود ترتيبات معينة ترغب فيها واشنطن وتل أبيب سيتم الإعلان عنها. والنظرة الأولية لمشاركة إسرائيل في اجتماع يضمّ قادة أركان بعض الجيوش العربية مثل مصر والسعودية والإمارات والأردن، تشير إلى أن هناك رغبة في الانتقال إلى مرحلة من التطبيع تكون بالأساس عسكرية. وما كان ليتم دعوة إسرائيل في هذا الاجتماع إلا وهناك أمور مشتركة سيتم مناقشتها مع قادة أركان الجيوش العربية، وبالتالي فإنّ أمريكا ربما ترغب في الدخول لمرحلة تطبيع عسكري بهدف التنسيق حيال بعض القضايا الإقليمية. وبدا واضحا أن ثمة تعديلا في أهداف التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا، فبعد القضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية” فعليا، ذلك على الرغم من مصارعة التنظيم في مناطق محدودة في العراق وسوريا. فإن الدافع الأساسي بهذا الاتجاه هو تحركات إسرائيل في روسيا وأمريكا لحماية نفسها من أي تمدد وانتشار وتغلغل نفوذ إيران على حدودها وتحديدا في الجولان المحتل.

أما هدف الاجتماع المشترك بين قادة رؤساء الأركان، بحسب وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إلى "إقامة تحالفات مع معتدلين في الشرق الأوسط، وهو في مصلحة أمريكا وإسرائيل".

ويبرز أن أمريكا وإسرائيل ربما يسعيان إلى تطوير أهداف التحالف الدولي بضم الأخيرة إليه ومواجهة إيران ونفوذها في المنطقة بالإضافة لحزب الله. وهذا الهدف لم يكن موضع معارضة للسعودية والإمارات ومصر، خاصة وأن السعودية ستدفع بهذا الاتجاه بقوة بفعل الأزمة في اليمن ومواجهة النفوذ الإيراني في سوريا تمامًا وتقليم أظافرها في المنطقة، وربما يتم الانتقال إلى حزب الله.

وكانت الصحافة الإسرائيلية قالت أن الاجتماع فرصة مناسبة لاستغلال المؤتمر لإخبار الدول السنية المشاركة بالمؤتمر بخطورة المخطط الإيراني إقليميًا وضرورة العمل ضده. ويتم هذا الأمر مع موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من إيران بعد الحديث عن عدم التزام طهران بجوهر الاتفاق النووي واحتمالية إلغائه، فضلا عن تصريحاته ضد حزب الله خلال استضافته لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في واشنطن.

والجدير بالذكر  أن هذا الاجتماع بعث الريبة لدى بعض المستويات اللبنانية، وعبر مرجع لبناني كبير : "أنا الآن أكثر قلقاً على المنطقة كلها، وعلى لبنان لبنان على وجه الخصوص، لقد اقلقني وجود رئيس الأركان الإسرائيلي بين الحاضرين، فأينما ذهب الإسرائيليون يرافقهم هاجس العدوان  على لبنان".
ولا يسع المراقب إلا يتساءل "لماذا تسارعت الأحداث وتتالت الإشارات، منذ زيارة رئيس الحكومة اللبنانية الأولى الى السعودية، واجتماعه مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وغرد الحريري :" في كل مرة نلتقي بسمو ولي العهد محمد بن سلمان تزيد قناعتي بأننا والقيادة السعودية على وفاق  كامل حول استقرار لبنان وعروبته"، فيما غرّد وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي قائلاً :" اجتماع طويل ومثمر مع أخي دولة الرئيس سعد الحريري وإتفاق على كثير من الأمور التي تهم الشعب اللبناني الصالح. وبإذن الله القادم أفضل".

ولا بد من مراجعة دقيقة للمشهد السياسي اللبناني منذ عشية اجتماع واشنطن، التي ستقودنا الى أن استقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري لم تكن مفاجئة بل ذروة التصعيد، وبشكل أدق رصاصة الانطلاق لمرحلة صعبة من اللايقين حول ما سيحصل في لبنان، وخلق حالة إرباك كبير ة ...ويبقى أن حالة الغموض المفتعلة حول حرية رئيس الحكومة سعد الحريري والتعاطي السياسي اللبناني والأداء الإعلامي معها من فبركة الشائعات وتحويلها الى معلومات مؤكدة ، أضف الى الاستخدام المكثف لأساليب الدعاية السياسية من أجل استقطاب الفئة المحايدة من الشعب اللبناني. ولا بد من الإشارة إلى أنه لغاية لحظة لم يقل أحد محلياً أو دولياً أنه يعرف حقيقة وضع الرئيس سعد الحريري في السعودية، فكل المعلومات المتداولة هي خبريات، وينسحب ذلك على  مقالات صحافيين ومحللين حول تطورات وخطط تقوم على معلومات ركيكة ومضحكة، مثل "تحركات شبابية لحزب الوطنيين الأحرار!!!".
وإزاء هذا الأداء السياسي اللبناني المرتجل في لحظة تاريخية يتم إعادة تشكيل الشرق الأوسط، ووسط قيام قوى لبنانية بإطلاق قنابل دخانية 
لحجب الحقائق ويتلاعب بالوقائع والمواقف عن أعين الشعب اللبناني، لا بد لهذا الشعب أن يستيقظ ...وإلا فليستعد "لما سيحصل من أمور مذهلة" ...وأليس من المذهل أننا أجمعنا 14 آذار و 8 آذار على طالب الثأر لدم رفيق الحريري الذي كاد يوما أن يدمر البلاد ...


وزبدة الحكي، صدق من قال: "القط يحب خناقه "...

ويبقى "هل حقاً كل ما يحصل هو فشة خلق ونحن نعيش اللحظة !!!؟؟"




ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

  حصــــــــــــار المفـــكــــريــــــن الاستراتيجية والاستراتيجية المضادة المطلوب الثبات بصلابة أمام" حصار الداخل والخارج: إن التص...