بمناسبة إقرار مراسيم تطبيقة ما...وقانــون انتخاب قادم...
"جددلوا ولا
تفزع"
كان عام 1950، والحالة السياسية
بعد الاستقلال مضطربة، وسرت إشاعة تجديد رئاسة الشيخ بشارة الخوري، فتلقفها الشاعر
الشعبي عمر الزعني، ونظم قصيدة حول التجديد خاطب فيها السيد رياض الصلح.
وجدد للرئيس، والقصيدة ظلت طي
الكتمان بعد سنة من نظمها، وشاءت الظروف أن يتواجد عمر الزعني في فندق النورماندي
(زيتونه باي اليوم) أثناء لقاء أقطاب المعارضة، وكان بينهم رياض الصلح، فطلبوا من
الزعني أن يقول لهم شيئاً، فألقى لهم قصيدة "جددلو ولا تفزع":
جددلوا ولا تفزع
خليه قاعد ومربع
بيضل اسلم من غيرو
وأضمن للعهد وأنفع
*
لا تخاف الا من الطفران
الطفران غلب السلطان
المحروم والجوعان
بيضل بمالك طمعان
أما المليان والشبعان
من لقمة صغيرة بيشبع
*
"هو" بمطلوبو ظفر
ومدامته شبعت سفر
والمحروس نال الموطر
وأخواته شبعوا بطر
هو ما منو خطر
ما عاد الو ولا مطمع
جددلوا ولا تفزع
*
ذاتا ما ضل جواهر
ولا ملفات عساكر
ميري وكوتا عالآخر
وانقطع القطع النادر
وفرغت كل العنابر
والتابلاين مد قساطر
بعد ممكن حدا يبلع
جددلوا ولا تفزع
...اما قصة هذه القصيدة، ومن أين جاء بها عمر الزعني . يقول الزعني "
أن والياً تركياً اشتكى منه الناس كثيرا لأنه كان يختلس أموالهم، ويرتشي بشكل
علني، فبعث الناس شكوى الى الاناضول، وعندما علم الوالي بالشكوى المرسلة ضده، قال
للذين بعثوا الشكوى:
-
لقد ملأت قصبتي، ولم
يبقى سوى أربع أصابع حتى أشبع. فإذا جاء غيري والياً عليكم، فأنه سيبدأ بملء قصبته
من الأول، حتى يشبع. لذا فاقبلوا بي، فأنا أفضل، فمن سيأتي سيبدأ بالسرقة من
الأول. وبالفعل سحب المشتكون شكواهم، وانتظروا حتى تمتلئ قصبة الوالي".
إذا ... جددلوا ولا تفزع....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق