#شغّل_ الذاكرة
سويسرا الشرق ما قبل الحرب ...والطائف
بلدة حولا وأزلام البيك
في 5 كانون الثاني 1973
بدأ طلاب وأهالي بلدة "حولا" –
الجنوب يخوضون نضالاً مريراً ضد (الزعيم) الاقطاعي كامل الاسعد الذي فرض على مدرسة
القرية الرسمية مديراً من أزلامه، ورغم الاحتجاجات التي قدمت للمسؤولين في وزارة
التربية كانت دون جدوى، مما دفع الطلاب والطالبات إلى احتلال المدرسة والاعتصام
فيها استنكاراً لعدم تجاوب المسؤولين معهم، وفي 8 كانون الثاني عقد وفد من الطلاب
وأهالي البلدة مؤتمراً صحافياً في دار نقابة الصحافة شرحوا فيه أسباب معارضتهم
لهذا التعيين، فكان جواب الحكومة في اليوم التالي إرسال قوة من رجال الدرك وهاجموا
الطلاب والطالبات المعتصمين في المدرسة واعتقلوا عدداً منهم وحاولوا طرد الباقين.
إلا أن تضامن سكان البلدة مع الطلاب حال دون ذلك وابلغوا رجال الدرك بأنهم يصرون
على موقفهم من تعيين المدير الأسعدي، فكان رد الحكومة في 12 منه أن أصدرت قراراً
تعسفياً يقضي بحل مجلس بلدية حولا انتقاماً منهم. وعلى الأثر أصدر الأهالي والطلاب
نداءً إلى الرأي العام اللبناني نشر في الصحف ووزع على القرى المجاورة يطلبون فيه
تأييدهم في نضالهم ضد استبداد وظلم (البيك) المدعوم من الدولة بجميع أجهزتها
القمعية والتربوية والسياسية، وسرعان ما تجاوبت مع هذا النداء جبهة الأحزاب والقوى
الوطنية والتقدمية في لبنان وخاصة في مدينة النبطية التي أصدرت بياناً هاجت فيه
(البيك) وتصرفات الحكومة غير الإنسانية المؤيدة له.
واستكالاً للحقائق التي سكتت عنها الصحف
فقد استعان المصدر بأحد أبناء القرية السيد قاسم عبد الله المزرعاني (أبو وليد)
الذي شارك فعلياً في المعركة فأفاده بالمعلومات الآتية:
" إن هذه المعركة وصلت إلى درجة
احتلال المدرسة من قبل الطلاب ثم اقفالها نهائياً، وبعدها تطورت إلى التعديات على
الأهلين من قبل (أزلام) الاسعد، ووصل الأمر إلى أن زلمته المدعو محمد عبود اغتال
أحد أبناء القرية المدعو حسن قطيش وفرب هارباً على قرية الطيبة محتمياً في قصر
(البيك). والمعركة لم تبق محصورة في حولا بل امتدت قوصلت التعديات إلى ضواحي بيروت
بساحليها الشمالي والجنوبي حيث يقطن عدد وافر من سكان بلدة حولا، وكان أبرزها افتعال
حادث برج حمود عندما قام أحد أزلام البيك برمي قنبلة يدوية على جمهرة من الناس كان
يعتقد أنهم من سكان البلدة فقتل أحد أتباعه المدعو حسين علي حسين، وعلى الأثر حاول
البيت إلصاق هذه الجريمة بأخصامه من أبناء البلدة ولكنه فشل لثبوت هوية
الفاعل".
" لقد استمر اقفال المدرسة حتى أوائل
عام 1974، وقد حلت المشكلة عندما أرسلت وزارة التربية مديراً حيادياً حاز على
موافقة الطلاب وأهاليهم، واستمرت المدرسة في عملها رغم الحوادث الأليمة التي تعرض
لها لبنان منذ عام 1975".
أصحاب الافران وسعر
الخبز
في 21 آذار 1974
ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان |
أعلن أصحاب الأفران في بيروت الاضراب لمدة
يوم لزيادة أسعار الخبز، وكذلك فعلوا في طرابلس، وسرعان ما قامت نقابتا عمال
المخابز والأفران في المدينتين بالتهديد بإعلان الاضراب العام إذا لم تنفذ الحكومة
قراراً بمصادرة الأفران لأن النقابتين تعارضان رفع أسعار الخبز. وفي 22 آذار عقدت
نقابة عمال المخابز في بيروت جمعية عمومية استعرضت فيها مراحل الاضراب الذي نفذه
أصحاب الأفران وتقرر أن تبقى جلسات المجلس مفتوحة بانتظار أي حلّ تتخذه الحكومة
بالنسبة لمطالب أصحاب الأفران بمعزل عن مطالب العمال التي تتعلق بشروط العمل
الصحية وتطبيق القوانين العمالية عليهم لجهة الثماني ساعات عمل والفرص السنوية
والمرضية والتعويض العائلي ونهاية الخدمة وغيرها، وأنهم على استعداد لتنفيذ
الاضراب الفوري حتى تتحقق تلك المطالب. وفي 30 آذار عاد أصحاب الافران للاضراب
لإجبار الدولة على الموافقة على رفع سعر الخبز، فقاومتهم النقابتان المذكورتين
مؤيدة من الجماهير العمالية والشعبية ولجأتا إلى تشغيل الأفران بالقوة بواسطة لجان
شعبية شكلت لهذه الغاية، بالفعل فقد تمكنت من تشغيل 60% منها بساعات العمل نفسها
وبالأجور نفسها، وكانت حصيلة بيع الإنتاج للمستهلكين بالأسعار العادية أن الأرباح الصافية
كانت كافية، لا بل أكثر من اللازم، مما
دفع وزارة الاقتصاد إلى تشكيل لجنة خاصة مهمتها درس كلفة ارغيف وتحديد سعره في
مهلة لا تزيد عن الـ 15 يوماً، ولكن أصحاب الأفران استخدموا ما لديهم من وسائل ضغط
ونفوذ لدى أعضاء اللجنة ومسؤوليهم واقنعوهم بضرورة رفع سعر الخبز على أساس (دراسة)
قدموها على الرغم من معارضة ممثلي العمال لها. وانتقاماً قام عدد من أصحاب الأفران
بصرف عدد من العمال نذكر منهم : أصحاب فرن حجازي في برج الراجنة وأصحاب فرن النبعة
في برج حمود وغيرهم، وكانت حجتهم أن هؤلاء العمال عارضوا إضرابهم، تجاه هذا قام
وفد من نقابة عمال المخابز في 5 نيسان وقابل المسؤولين في وزارة العمل مهدداً
بإعلان الإضراب العام إذا لم يعد العمال إلى عملهم، مما إضطر الوزارة للتدخل
لإعادة العمال إلى العمل خشية من المضاعفات التي ستحصل ليس من عمال الأفران وحدهم،
بل ومن الجماهير العمالية والشعبية التي تؤيدهم لأنهم يقفون ضد رفع سعر الخبز
ويعملون على تأمين نظافته وسلامته.
الطلاب وسلطة القمع
في 28 شباط 1974
تظاهرة طلاب لبنان في الالفية الثالثة |
نفذ الطلاب اضراباً عاماً شمل معظم المدارس
استنكاراً للسياسة التعليمية التي تتبعها الدولة والتي تعتبر مؤامرة على الجامعة
الوطنية والتعليم الرسمي، وضد سياسة القمع والإرهاب للعناصر الوطنية من الطلاب
وخاصة من الجنوب، وقاموا بمظاهرة حول مبنى الجامعة طالبوا فيها المسؤولين بالكف عن
سياسة التآمر ضد الجماعة والتعليم الرسمي وعدم التعرض للحريات الديمقراطية،
وأتبعوها بمظاهرة ثانية في 7 آذار طافت شوارع بيروت هاتفين بالشعارات السابقة، وقد
قمعت الحكومة هاتين المظاهرتين بالقوة
والعنف مما دفع الطلاب للتظاهر في اليوم التالي استنكاراً للأساليب الهمجية
التي تستخدمهاا الدولة ضدهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق